0

العداله الاجتماعيه في القرآن الکريم

 
rasekhoonm
rasekhoonm
کاربر برنزی
تاریخ عضویت : فروردین 1389 
تعداد پست ها : 218

العداله الاجتماعيه في القرآن الکريم


الدکتورأحمد عبدالرحيم احمد عبدالرحمن السايح(*)
العقيده بالدين حاجه روحيه،ضروريه لصلاح البشرفلايختص بها فريق من الناس،دون باقي البشر.
لذلک کانت الحاجه ماسه إلي دين عالمي،يکون دعوه إلي جميع شعوب الأرض قاطبه،أبيضها و أسودها،و أحمرها عربيها و عجميها.
هکذا لابد أن يکون الدين العالمي عقيده تصلح للبشر؛العامه منهم والخاصه،يشعرکلامنهم أن له عقيده يطمئن إليها.
و أن هذا العقيده رباطه بالدنيا و الآخره بالله و بالإنسان،فالناس أمه واحده في هذا الدين الجديد،هذا الدين هو دين البشر. (1)
والدين العالمي يکون عالميا:بعدم اختصاصه بجنس من الأجناس البشريه،و بعدم انحصار تطبيقه في إقليم خاص،أو بيئه معينه.
و يکون الدين عالميا بامتداد هدايته أزمانا تتجاوزالعصرالذي بأت فيه،بمعني:أن يکون الدين صالحاً لکل جنس،و کل جيل و لکل زمان و مکان.
و بمعني آخر:يکون الدين عالميا:أذا کان شريعه الإسلام من حيث هو إنسان بقطع النظرعن العوامل و الفوارق العارضه، التي لا تدخل في ماهيه الإنسان کإنسان، و بدون ذلک لا يتحقق معني العالميه في أي دين. (2)
و نود أن نتعرف علي الخصائص التي يجب أن يشتمل عليها الدين لکي يکون عالميا و صالحا لکل زمان و مکان. و نجمل هذه الخصائص في ثلاث:
أولا:وفاؤه ـ هذا الدين ـ بحاجه الإنسانيه جميعا،فيما يصون وحدتها؛و يرعي إنسانيتها و يحمي أفرادها في العاجل والآجل.
ثانيا:تشريعاته التي تضمن قيام الإنسانيه کلها في محيط واحد، لا تنزع معه إلي عصبيه دم،أو اختلاف لون،أو فرقه جنس.
ثالثا:اتساقه مع حقائق الکون،و خصائص الوجود،بحيث لا يتعارض مع ما يثبت من حقائق العلم،أو يختلف مع منطق الفکر. (3)
رابعا: أن يکون هذا الدين عادلا،ليقود البشريه ألي ما فيه الصلاح في الدنيا و الآخره
و کذلک لايکون عالميا إلا إذا صحب الإنسان في جميع أزمانه المتطوره،و عصوره المتلاحقه،أي:يکون خالدا،لا يعتريه نسخ أو زوال و لاعقم ولا جمود،موفيا بجميع مطالب الإنسان المتنوعه المتجدده في کل الميادين التي يزول فيها الإنسان بعقله الواسع نشاطه الکامل.
ولا يوجد دين من الآديان السماويه فيه هذه المواصفات التي تجعله عالميا،إلادين الإسلام (4)
والعالميه من القيم التي تنبثق من عقيده الإسلام،لأن مجتمع الاسلام هو مجتمع الإنسانيه کلها،مجتمع ليس لجغرافيته حدود، و ليس للعنصريه فيه وجودالمرساله (5) الأسلاميه قد توجهت للناس کافه، من جميع الاجناس والألوان،و في کل العصور و بالعالميه التي اتصف بها الاسلام،يتميزعما سبقه من رسالات سماويه کانت تتوجه إلي أقوام بعينهم،في عصر معين. (6)
من هنا کانت العداله من أفضل الأمورالتي جاء بها الإسلام،و من أبرزالقيم التي دعت الناس إلي الإسلام؛ومن العوامل الذانيه التي أدت إلي ظهور الإسلام في الأرض.
والعدل:القسط اللازم للاستواء،و هو استعمال الأمور في مواضعها،و أوقاتها،و وجوهها،و مقاديرها،في غير إسراف، ولا تقصير،و لا تقديم و لا تأخيوقيل: العدل يستعلم فيما يدرک بالبصيره،کالأحکام،کقوله تعالي:«أو عدل ذلک صياماً». (سوره المائده، 95)
و کلمه العدل في سياقها الديني ترتبط بکلمه:العادل الأکبر؛و هوالله تعالي،و هي محمله بزخم فکري،و عقدي،و تاريخي، لا يوجد له نظيرفي أيه ثقافه أخري.
و تستدعي قضايا فکريه شائکه:
حريه. حريه الإنسان و مسئوليته.
وعقديه.صفات الله وما يترتب عليها.
و خلق الأفعال.لله أم للبشر،و استحقاق الإنسان للثواب، والعقاب،و نظريه الکسب الأشعريه.
کما تستدعي مصطلحات و تعبيرات من مثل:الجبر،والاختيار؛ والاعتزال،والسنه،والمجبره، والتوحيد. و هذا يرتبط خصوصاً بالعدل و المطلقه،والقدريه.
أن العدل جزء رئيسي من علم الکلام الإسلامي.بل يمثل شطر هذا العلم والتوحيد شطره الثاني.
و قد ظهرت الکلمه في التاريخ الإسلامي بملامحها، و ظلالها الدينيه،والعقديه علي يد مؤسس فرقه المعتزله:واصل بن عطاء. و لعل الاعتزال کله ظهرليتغيا قيمه:«العدل» الإلهي في مواجهه الظلم و الجبر.(7)
و لقد جاء في الدراسات الإسلاميه:أن بعض المتکلمين في القرآن الثاني الهجري لخصوا مبادئهم التي يفهمون بها الإسلام في أصول.علي رأسها:العدل و لذلک سمي المعتزله:أهل العدل، والعدليه.
والعداله عندالحکيم الترمذي في القرن الثالث الهجري:درجه من درجات الترقي النفسي التي يتقدم فيها الإنسان (8) و يقول الحکيم الترمذي:«أنا وجدنا دين الله عزوجل مبينا علي ثلاثه أرکان علي الحق،والعدل،والصدق». (9)
والعدل يقوم علي ما يسمي في التراث العقدي:بخلق أفعال العباد و الموضوعات التي تبحث في العدل هي:
-الکلام في الأفعال و أنها تنسب للعباد،و أثبات الأفعال المتولده والمباشرالکلام في أحکام الأفعال،و أنها قد تقبح و تحسن لوجوه تکون عليها.
-الکلام فيما يتعبدالله به الناس من العبادات والشرائع.
-الکلام فيما يضاف إلي الله؛ أو ما يضاف من وجوه الأفعال المختلفه. (10)
و مما ينبغي أن يدرک: أن العداله اهتم بها العلماء قديما. فقد وجدنا:أن أرسطو في کتابه: «الأخلاق إلي نيقوماخوس» يشير ألي فضيله العداله،و إن تتبع التاريخ،ليرينا:أن العداله من أقدم ما عرف المجتمع الإنساني من الفضائل. (11)
والعداله في رسائل النورللإمام بديع الزمان سعيد النورسي تنطلق من رساله الإسلام فهي:
أولا:عداله مستوعبه لکل جوانب الحياه.
ثانيا:عداله تشيرإلي خضوع الکون کله لله.هذا الخضوع القائم علي توازن دقيق و منتظم.تعمل جميع مفرداته في نسق موحد لغايه تجسد توحيد الخالق.
إذن:هي من حقائق القرآن: «إن العداله والاقتصاد والطهرالتي هي من حقائق القرآن و دساتيرالإسلام. ما أشدها إيغالا في أعماق الحياه الاجتماعيه،وما أشدها عراقه و أصاله». (12)
والحق الذي لا مريه فيه:أن البشريه لم تعرف دعوه إلي العدل، کما عرفتها في الإسلام.
فلقد دعا الله الأمه الإسلاميه إليه،فأمرها به أن تأخذه و تلتزمه، و تحتکم أليه،و جاء الإسلام بقيمه العداله،و حقق وجودها کمبدأ تأسيسي منظم للفضيله الخلقيه، والقيم الرفيعه.
فالعداله في الإسلام ـ قبل کل شئ ـ عداله إنسانيه شامله لکل جوانب الحياه الإنسانيه و مقوماتها؛و ليست مجرد عداله اقتصاديه محدوده.
و هي تتناول جميع مظاهر الحياه،و جوانب النشاط فيها، کما تتناول الشعور،والسلوک،و الضمائر، والوجدانات. (13)
والقيم التي تتناولها هذه العداله.ليست القيم الاقتصاديه وحدها، و لا القيم الماديه علي وجه العموم.أنما هي هذه ممتزجه بها القيم المعنويه و الروحيه جميعا. (14)
والإسلام دين الوحد في العباده والمعامله،والعقيده، والشريعه، والروحيات،والماديات، والقيم الاقتصاديه،والقيم المعنويه، والدنيا والآخره،والأرض والسماء.
وعن تلک العداله، تصدر تشريعاته؛و فرائضه،و توجيهاته، و حدوده،و قواعده في سياسه الحکم، وسياسه المال، و في توزيع المغانم و المغارم،و في الحقوق،والواجبات.
و حين ندرک: هذا الشمول في طبيعه النظره الإسلاميه للألوهيه، والکون،والحياه،والأنسان.ندرک معها الخطوط الاساسيه للعداله في الأسلام.
فليس هناک فضيله من الفضائل،تبلغ ما بلغته العداله، حين يطبق قربه لله سبحانه و تعالي و زکاه النفس.
و علي الوحده المطلقه المتعادله المتناسقه،والتکافل العام بين الأفراد والجماعات،يسيرالإسلام في تحقيق العداله.
و إن طبيعه نظره الإسلام إلي الحياه الإنسانيه،تجعل العداله الإسلاميه،عداله اجتماعيه إنسانيه شامل لکل مقومات الحياه الإنسانيه.
والعداله في الإسلام علي ضوء کليات رسائل النور من شأنها أن تبشربالإسلام،و تدعو الناس إلي التعرف علي فضائل الإسلام؛ مما يجعل الناس،يدرکون أن سمه الإسلام:العداله.
و هي ميزان الاجتماع في الإسلام،وهي التي يقوم بها بناء الجماعه.
ومن يراجع:«کليات رسائل النور» يجد:أن کل تنظيم اجتماعي لا يقوم علي العداله منهار،مهما تکن قوه التنظيم فيه، لأن العداله هي الدعامه،و هي النظام و هي التنسيق لکل بناء. (15)
قال تعالي:«أنّ الله يأمربالعدل و الإحسان و ايتاء ذي القربي و ينهي عن الفحشاء والمنکرو البغي يعظکم لعلّکم تذکّرون» (سوره النحل، 90)
والله يعد العداله بين الناس،أقرب القربات إلي الله سبحانه و تعالي،و إن المؤمن مطالب بأن يقيمها لله تعالي؛فهي طريق الزلفي إليه،و لذلک قال سبحانه و تعالي:«يا أيّها الذين آمنوا کونوا قوّامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنّکم شنآن قوم علي ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتّقوي واتّقوا الله أنّ الله خبير بما تعلملون» (سوره المائده، 8)
فالعداله النفسيه» أن يقدرکل إنسان لنفسه من الحقوق بمقدار ما يقدره لغيره،علي ألا يزيد علي الناس في حق.
فالإمام بديع الزمان سعيد النورسي في کليات رسائل النور: المثنوي العربي،والملاحق، والشعاعات. يسعي إلي تحريرالإنسان وجدانيا،و من أعماق أعماقه،و ينتزع کل بذور الخوف و التعلق والخضوع من قبله؛و يجعله يرفع رأسه باعتزاز،فلا يخضع إلا لله،و لا يعبد إلا لله.حاملا شعار: (لااله ألا الله)،الذي يدفعه إلي التحرک لمجاهده کل القوي التي تقف في مواجهه الحق،الذي ينتمي إليه، و دونما راغب أو رهب.
و عندئذ تکون العلاقه بين العداله النفسيه،والعداله الاجتماعيه، علاقه وثيقه، ترشد: إلي أن الحياه الاجتماعيه،و أنماط السلوک، والعلاقات والنشاطات التي يمارسها الإنسان،أنما هي تعبرعن المحتوي،والبناء الذاتي، و إن العداله الاجتماعيه صياغه حيه، و تعبيرأمين عن الدوافع والمقاصد.
لأن الإسلام شد أزرالطبيعه الاجتماعيه بما يقويها، و يقيها من الانحراف،والانحلال،فربط بين أفراد الإنسان برباط قلبي، يوحد بينهم في الاتجاه والهدف،و يجعل منهم وحده قويه متماسکه،يأخذ بعضها برقاب بعض.
و هذا الرباط هو رباط الإيمان والعقيده،المتصله بمبدأ الخير والرحمه،و هوالله سبحانه و تعالي.
والمسئوليه في الإسلام تقع دالخ نطاق الأمکان، و داخل نطاق الحريه،حريه الاختيار بين هذا و ذاک.
والمسئوليه صفه يستمدها کل امرئ من فطرته الإنسانيه. قبل أن يتلقاها. و هي صفه لازمه للإنسان المؤمن بالله.
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: «من کل معه فضل ظهر فليعد به علي من لا ظهر له و من کان له فضل زاد فليعد به علي من زاد له».
قال أبوسعيد: فذکر رسول الله صلي الله عليه و علي آله وسلم من اصناف المال ما ذکرحتي رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل.
فالإسلام يقيم من المؤمنين به ولايه متبادله. يدل عليها قوله تعالي:«والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنکرو يقيمون الصّلاه و يؤتون الزکاه و يطيعون الله و رسوله أولئک سيرحمهم الله أنّ الله عزيز حکيم».(سوره التوبه، 71)
ويصف الرسول صلي الله عليه و علي آله و سلم المجتمع الإسلامي بأنه کالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، و أنه کالجسد الواحد.إذا اشتکي منه عضو تداعي له سائرالجسد بالسهر والحمي...
لأن حياه المسلمين سيل لا ينقطع في التعامل،والتبادل،للحقوق والواجبات. دائبه في الاخذ، والعطاء، و صوره نشطه للتعايش اليومي الذي يختلط فيه الناس؛و تشتبک مصالحهم. في حرص حريص علي جلب المنفعه و دفع المضره.
ومن هنا:کان العدل ميزان الاجتماع في الإسلام يقوم عليه بناء المجتمع و تستقيم به الأمور، و تسير في مسارها الصحيح؛ و به تطمئن النفوس في نيل حقوقها.
و کل تنظيم اجتماعي لا يقوم علي العدل سرعان ما ينهار. (16)
مهما کانت القوه المنطقه له. إذالعدل هوالدعامه القويه، والأساس المتين الذي يقوم عليه الحکم والتنسيق السليم لکل بناء.
فالعداله: کما نري من القيم والمثل الأساسيه،التي جاء الإسلام ليقررها بين بني الإنسان.
فق کان طبيعياً من الإسلام الذي يحرص علي کرامه الإنسان؛ و وصول حقه إليه أن يأتي بالعداله.
يقول بديع الزمان سعيدالنورسي:«العداله المحضه ذلک الدستور العظيم الذي ينظرالي الفرد والجماعه والشخص والنوع نظره واحده. فهم سواء في نظرالقدره الإلهيه،و هذه سنه دائمه». (17)
والآيه الکريمه:«و لا تزر وازره وزر أخري» (سوره الإسراء، 15) تفيد العداله المحضه أي لا يجوز معاقبه أنسان بجريزه غيره.
فالعداله ضروريه لضمان العدل، و إقامه الحق الذي يشيع الطمأنينه،و ينشرالأمن،و يشد علاقات الأفراد بعضهم ببعض، و يجعل الروابط بينهم قائمه علي التوازن و الانسجام الإخاء. (18)
و قد أمرالله سبحانه و تعالي بالعدل في الحکم بين الناس،لأن ذلک يعيد الحقوق لأصحابها، و يقضي علي أسباب العداوه والبغضاء التي قد تتوالد في النفوس بسبب التنازع و التخاصم.
إذا صدرالحکم بالعدل رضيت به النفوس المتقاضيه،و زالت به خصومتهم. يقول بديع الزمان سعيد النورسي: «العداله القرآنيه المحضه. لا تهدر دم برئ و لا تزهق حياته حتي لو کان في ذلک حياه البشريه جمعاء. فکما آن کليهما في نظرالقدره سواء فهما في نظرالعداله سواء». (19)
والعدل الذي ينادي به الإسلام عدل مطلق يساوي بين الناس: «و إذا حکمتم بين النّاس أن تحکموا بالعدل» (سوره النساء، 58) و لا تعد العداوه التي تقوم بين الناس مبررا لقيام الظلم،أو ترک العدل.
روي عن عثمان بن مظعون في قوله: «إنّ الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربي و ينهي عن الفحشاء والمنکر و البغي يعظکم لعلّکم تذکّرون». (سوره النحل، 90)
أنه قال:لما نزلت هذه الآيه. قرأتها علي علي بن أبي طالب رضي الله عن و عليه اسلام فتعجب فقال:«يا آل غالب:اتبعوه تفلحوا،فوالله إن الله أرسله ليأمرکم بمکارم الاأخلاق».
و يروي أن أبا طالب لما قيل له:أن ابن اخيک زعم أن الله أنزل عليه:«إنّ الله يأمربالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربي و ينهي عن الفحشاء والمنکر و البغي يعظکم لعلّکم تذکّرون». (سوره النحل، 90)
قال:اتبعوا ابن أخي،فوالله أنه لا يأمر إلا بمحاسن الاخلاق.
و روي عني الحسن رضي الله عنه و عليه السلام أنه قرأ هذه الآيه:«إنّ الله يأمربالعدل والإحسان و إيتاء ذي القربي و ينهي عن الفحشاء والمنکرو البغي يعظکم لعلّکم تذکّرون» (سوره النحل، 90)
ثم قال أن الله عزوجل جمع لکم الخيرکله، و الشرکله في آيه واحده فوالله ما ترک العدل والإحسان من طاعه الله شيئا إلا جمعه وأمربه؛و لا ترک الفحشاء والمنکر والبغي من معصيه الله شيئا إلا جمعه.
يقول تعالي:«و إذا قلتم فاعدلوا و لوکان ذا قربي و بعهدالله أوفوا ذلکم وصّاکم به لعلّکم تذکّرون» (سوره الأنعام، 152) أي و عليکم أن تعدلوا في القول إذا قلتم قولا في شهاده،أو حکما علي أحد و لوکان المقول له أو عليه ذا قرابه فيکم.
إذ بالعدل تصلح شئون الأمم والأفراد، فهو رکن رکين في العمران،و أساس في الأمور الاجتماعيه.
فلايحل لمؤمن أن يحابي فيه أحدا لقرابه و لا لغيرها. فالعدل کما يکون في الأفعال کالوزن و الکيل يکون في الأقوال.
فالعداله من أفضل الأمورالتي أتانا بها الإسلام، و من أبر القيم التي دعت الناس إلي الإسلام،و من العوامل الذانيه التي أدت إلي ظهورالإسلام.
بمعني أن هذا النظام و الميزان الموجودين في الموجودات کافه يبنيان تنظيما و ميزانا عامين شاملين لکل الموجودات،و إن ذلک التنظم والوزن يظهران حکمه و عداله شاملين. (20)
فالحکم بالعدل بين الناس يطلقه القرآن الکريم هکذا عدلا شاملا بين الناس جميعا لا عدلا بين المسلمين بعضهم و بعض فحسب، و لا عدل مع أهل الکتاب دون سائرالناس،و أنما هو حق لکل إنسان بوصفه إنسانا. (21)
فالله سبحانه و تعالي أنزل القرآن الکريم لتحقيق الحق و بيانه لأجل الحکم بين الناس بما أعلم الله من الأحکام.
يقول الأمام بديع الزمان سيعد النورسي:«أعلم أن الاقتصاد و الطهروالعداله سنن إلهيه جاريه في الکون،و دساتير إلهيه شامله تدور رحي الموجودات عليها لا يفلت منها شئ». (22)
وعلي المسلم ألا يتهاون في تحري الحق اغترارا بلحن الخائنين، و قوه جدلهم في الخصومه، حتي لا يکون المؤمن خصيما لهم، و يقع في مشکله الدفاع قالعتهم لي: «لا ينهاکم الله عن الّذين لم يقاتلوکم في الدّين و لم يخرجوکم من ديارکم أن تبروّهم و تقسطوا إنّ الله يحبّ المقسطين». (سوره الممتحنه، 8)
إن الإسلام دين سلام،وعقيده حب،و نظام، يستهدف أن يظلل العالم کله بظله،و أن يقيم فيه منهجه،و أن يجتمع الناس تحت لواء الله إخوه متعارفين متحابين.
و من أوجب الواجبات:الاحتکام إلي العداله،و وجوب الانتصاف للمظلوم من الظالم،و للضعيف من القوي.
فأمورالناس و علاقتهم،و الأواصرالتي تربطهم يجب أن تکون مرکوزه علي هذه العداله مضبوطه بمنطقها، قائمه علي الإنصاف،والموضوعيه، والمنطق. حتي تصان الحقوق فلا تهدر، و تحفظ الواجبات فلا تمتهن.
و مما لا يخفي:أن أحب الناس ألي الله عزوجل: هم أولئک الذين يرعون العداله و يحتکمون إليها، و يحملون غيرهم إلي آلأخذ بها.
و إن صلاح الأمه وسداد أمرها، ورشاد حاضرها،و مستقبلها. لا يتم إلا بالعدل،و لا ينهض إلا عليه.
لقد جاء الإسلام بالعداله و دعا إليها،و جعل شريعته أمثل منهاج لها و أمرالحاکم  والمحکوم بضروره الالتزام بالعداله احتکاما و تطبيقا و التزاما. (23)
و إذا کنا ننظرإلي العداله من زاويه القيم،فالاعتبارالأولي هو المجتمع الذي يحمل هذه القيم،و يسيربها في الحياه.
و من هنا:يمکن تقديرالقيمه من جهه المجتمع الذي يحملها. هل يرتفع بها أو ينخفض؟
و هل ترفعه العداله أو تهبط به؟
و هل يشعر بها الفرد و هو يحملها أو ينطق بها؟
و العداله لا تخرج في ميزان القيم عن المسائل التي ذکرناها. فلا يوجد عدل مجرد عن صاحبه.
و قيمه العداله قيمه ضروريه. لتکوين السلوک و تجسيده واقعاً ملموسا، حتي تنبي المجتمعات الإنسانيه علي المعالم المضيئه التي ترشد و تبصر.
و من يتأمل دعوه القرآن إلي العداله يجد فيها عطاء العداله واضحاً لتتمکن المجتمعات من الربط بين الأصاله والمعاصره في ظلال العداله فتنعم بالاستقرار والأمن.
فالحکم بالعدل بين الناس يطلقه القرآن الکريم هکذا عدلا شاملا بين الناس جميعا لا عدلا بين المسلمين بعضهم و بعض فحسب، و لا عدلا مع أهل الکتاب دون سائرالناس و إنما هوحق لکل إنسان بوصفه إنسانا.
فهذه الصفه ـ صفه الناس ـ هي التي يترتب عليها حق العدل في المنهج الرباني.و هذه الصفه يلتقي عليها البشرجميعا مؤمنين و غيرمؤمنين،أصدقاء و أعداء سودا و بيضا.
والأمه المسلمه قيمه علي الحکم بين الناس بالعدل،متي حکمت في أمرهم،هذا العدل الذي لم تعرفه البشريه قط في هذه الصوره، إلاعلي يد الإسلام،و إلا في يد هذه القياده الإسلاميه.
والعدل واجب حتي لوکان أحد المختصمين عدوا للحاکم،أو وليا له؛ فالعداوه يجب ألا تکون مانعا من العدل بل لعلها توجب مزيدا من الحرص في توخي الحق و اتباع العدل و اجتناب الهوي .
کما أن القربي و الصداقه يجب ألا تکون سببا في الظلم والتمييز أو مجانيه العدل والإنصاف.قال تعالي: «يا أيّها الّذين آمنوا کونوا قوّامين بالقسط شهداء لله و لو علي أنفسکم أو الوالدين والأقربين إن يکن غنيّا أو فقيراً فالله أولي بهما فلاتتّبعوا الهوي أن تعدلوا أن تعدلوا و إن تلووا أو تعرضوا فإنّ الله کان بما تعلمون خبيرا» (سوره النساء، 135)
و قال تعالي: «يا أيّها الذين آمنوا کونوا قوّامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنّکم شنآن قوم علي ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوي و اتّقوا الله إنّ الله خبيربما تعملون» (سوره المائده، 8)
وفي سيريه الرسول صلوات الله و سلامه عليه و علي آله ما يفوح بعطرالعداله، و شذي الأنصاف، والقسط بين الناس. إذ کان مثلاً أعلي، و نموذجا رائدا في الالتزام بالعداله، حيث لم يستثن من تطبيق العداله شريفا لشرفه، أو شخصا لقربته.
أن تأکيد الإسلام علي معاني العدل و ضروره الالتزام به والنهي عن الظلم و ضروره تجنبه.ترتب عليه نتائج رائعه: ذلک أن المجتمع الذي يشيع فيه العدل يشعرأفراده بالاطمئنان علي حقوقهم.
و قد قام المجتمع الإسلامي في صدرالإسلام علي معاني العدل والالتزام بها فما کان هناک ظلم و لا محاباه، و لا إجحاف أنما کان هناک العدل الصارم الذي يتساوي أماه الشريف والوضيع، و غيرالشريف. (24)
و إن الإسلام دين الحق،والمنطق،والشريعه العادله،والقسطاس المستقيم؛الذي إذا احتکم إليه الناس صان حقوقهم. قال تعالي: «إنّا أنزلنا إليک الکتاب بالحق لتحکم بين النّاس بما أراک الله و لا تکن لّلخائبين خصيما».(سوره النساء، 105)
و قال تعالي: «لاينهاکم الله عن الّذين لم يقاتلوکم في الدّين و لم يخرجوکم مّن ديارکم أن تبرّوهم و تقسطوا إليهم إنّ الله يحبّ المقسطين».(سوره الممتحنه، 8)
إن الإسلام دين سلام،و عقيده حب،ونظام، يستهدف أن يظلل العالم کله بظله، و أن يقيم فيه منهجه، و أن يجتمع الناس تحت لواءالله،إخوه متعارفين
متحابين.و ليس هناک من عائق يحول دون اتجاهه هذا إلا عدوان أعدائه عليه و علي أهله.
فأما إذا سالموهم فليس الأسلام براغب في الخصومه وهو حتي في حاله الخصومه يستبقي أسباب الود في النفوس بنظافه السلوک،و عداله المعامله.
والله سبحانه و تعالي رخص للمسلمين في موده ما لم يقاتلوهم في الدين و لم يخرجوهم من ديارهم و رفع عنهم الحرج في أن يبروهم و أن يتحروا العدل في معاملتهم معهم و لا يبخسوهم من حقوقهم شيئا.
و من أوجب الواجبات الاحتکام إلي العداله،و وجوب الانتصاف للمظلوم من الظالم،و للضعيف من القوي.
فأمورالناس و علاقتهم والأواصرالتي تربطهم يجب أن تکون مرکوزه علي هذه العداله مضبوطه بمنطقها قائمه علي الإنصاف والموضوعه والمنطق حتي تصان الحقوق،فلا تهدر و تحفظ الواجبات فلا تمتهن.
و مما لا يخفي:أن أحب الناس ألي الله عزوجل: هم أولئک الذين يرعون العداله و يحتکمون إليها، و يحملون غيرهم إلي الأخذ بها.
و أن صلاح الأمه و سداد أمرها و رشاد حاضرها و مستقبلها لا يتم إلا بالعدل و لا ينهض إلا عليه.
لقد جاء الإسلام بالعداله و دعا إلها و جعل شريعته أمثل منهاج لها و أمرالحاکم والمحکوم بضروره الالتزام بالعداله احتکاما و تطبيقا والتزاما.
و أن أبرز الصفات التي رسمت شريعه الإسلام لتکون أعدل الشرائع اتصافها بالحق،و بعدها عن الباطل و الزور و البهتان؛ و نفورها عن الکذب والخداع والضلال،و لزومها جاده الصدق و فصل الخطاب.
کذلک اتصفت شريعه الأسلام بالثبات والاصاله والملائمه لکن المقتضيات والمناسبات والأحوال والظروف التي يعيشها البشر أو تجد عليهم،ولکل البيئات والأزمنه والأمکنه التي تشملهم و تضمهم کذلک اتسمت شريعه الإسلام بوسطيه التشريع بحيث لا تري فيها قصورا و لا تطرفا و لا تفريطا و لا أفراطا.
فهي القاسم المشترک الذي يجمع في عدالته بين الحزم و العزم والرحمه والإنصاف.
والإسلام الحنيف هو دواء الأنسانيه،و شفاؤها وطبها الذي يقيها من أدوائها،و يبرئها من عللها.
و هو هداها الذي يعيد إليها صوابها، و يرد إليها رشدها، و يمنحها طمأنينتها و سلامها. و هو الطهرالذي يغسلها من أدرانها، و يعيد إليها ضياء أنسانياتها،و صفاء فطرتها.
حيث لا انحراف،و لا ظلم،و لا طمع،و لا شره، و لا إفراط في حق،و لا تفريط في واجب و هو المنهج الذي يصقل في مجتمعات المسلمين وجدانهم،و يظبط فيهم السلوک،ويعدل فيهم الميول و الغزائز.
لقد نزل القرآن الکريم ليلبي في الناس داعيتهم، و يغطي فيهم حاجتهم،و يحل للمجتمعات الإنسانيه مشکلاتها.
نزل القرآن و في جوهره ومقاصده: يستهدف أن يبقي علي النوع الإنساني ناهضا بتبعاته التي حملها، قائما بواجباته التي أهل لها،معانا عليها بحياه رشيده وادعه، آمنه، مطمئنه، قويمه، مستويه؛علي نمط رفيع، لا تري فيه ظلما و لا هضما.
فالعداله والقسطاس والانتصاف سمت الإنسانيه وسداها. والاستواء والاستقامه و رعايه الحقوق، و أداء الواجبات هي الأمل،والعمل،والسبيل،والهدف.
إن البشريه لم تعرف دعوه إلي العدل کما عرفتها في کتاب الله القرآن الکريم،ليأخذ العدل في حياه المجتمع وضعه العملي.
والعدل في القرآن الکريم قيمه من أبرزالقيم التي لايرقي إليها في مرقاها الرفيع إلا الصفوه الممتازه من الناس،و لا يلتزم بها و يتعامل إلاکل مجتمع فاقه رشيد مدرک لحقيقه وجوده،و مقتضيات حياته،و واجبات يومه،و تطلعات مستقبله، مؤمن تماما أن العدل القطب الأصيل الذي تدورعليه أسرار البقاء والکمال للمجتمعات والأمم والشعوب.
بل أن العدل هوالجوهرالذي قامت عليه السموات والأرض و ما بينها من العوالم، والمجرات، ولافلاک، والأکوان، و مقادر الأشياء، و مکنونات الأجسام، والأبعاد، والأعماق، و آماد الزمان والمکان؛کامله تامه من غير نقص و لا خلل. قال تعالي: «و کل شيئ عنده بمقدار». (سوره الرعد، 8)
و قال تعالي:«و خلق کل شي ء فقدّره تقديراً». (سوره الفرقان، 2)
والعدل ماقام في النفوس أنه مستقيم، و في أسماءالله: «العدل» و هوالذي لا يميل به الهوي فيجور.
والعدل:الحکم بالحق، والعدل من الناس:المرضي قوله و حکمه، و عدل الموازين والمکاييل: سواها وعدل الشئ يعدله: وازنه. (25)
و مما هو واضح للمتأمل والباحث:أن الإنسانيه لم تعرف دعوه إلي العدل کما عرفتها من الإسلام.
فلقد دعا الله سبحانه و تعالي الأمه إليه،وأمرها به أن تأخذه و تلتزمه و تحتکم أليه في کل أمرمن أمورها،وفي شتي شئونها و معاملاتها من الأخذ والعطاء، والبيع والشراء والکيل والميزان، و القول والعمل.
قال تعالي:«أنّ الله يأمربالعدل والأحسان و إيتاء ذي القربي و ينهي عن الفحشاء والمنکروالبغي يعظکم لعلّکم تذکّرون». (سوره النحل، 90)
و قال تعالي:«والسّماء رفعها و وضع الميزان ألاّ تطغوا في الميزان و أقيموا الوزن باقسط و لا تخسروا الميزان». (سوره الرحمن، 7-9)
و قال تعالي:«و إذا قلتم فاعدولا و لو کان ذا قربي و بعهدالله أوفوا ذلکم وصّاکم به لعلّکم تذکّرون». (سوره الأنعام، 152)
فالعداله من أفضل القيم جاء بها القرآن الکريم. والعدل من أبرز القيم التي اتصف بها الأنبياء و من دار في فلکهم.
و لقد عرفت المجتمعات الإنسانيه کثيرا من القوانين، والشرائع التي احتکم إليها الناس في القديم و في الحديث،و لکنها جميعا جاءت دون ما يتطلعون إليه من قسطاس و عداله.
أما الإسلام فأنه دين جاء في أعلي ما يرتقب البشربين العدل و الإنصاف.و ذلک بفضل ما اتسم به من سمات الحق و مميزاته. (26)
قال تعالي:«لقد أرسلنا رسلنا بالبينات و أنزلنا معهم الکتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط».(سوره الحديد، 25)
و لعلنا ندرک:أن حياه البشرسيل لا ينقطع في التعامل والتبادل للحقوق والواجبات و حرکه دائبه للأخذ و العطاء، و صوره نشطه للتعايش اليومي الذي يختلط فيه الناس و تشتبک مصالحهم في حرص حريص علي جلب المنفعه،
و دفع المضره. الأمرالذي يؤدي بهم إلي الاحتکاک المستمر، واختلاف وجهات النظر فيما بينهم، و خلافهم علي ما يملکون و يتبادلون.
و حياه الناس علي هذا الوجه تحتاج إلي تشريع يسوي من بين الناس،و يحسهم نزاعهم،و يعيدهم إلي صفاء النفس، و استواء السلوک.
فلما نزل القران الکريم لبي هذه الحاجه بتشريع عدل محکم. دعا الناس إلي التزامه؛والأخذ به.
والأمه التي تبغي صلاح دينها و دنياها، و رشاد حاضرها و مستقبلها. هي الأمه التي تحرص ما وسعها الحرص علي طهاره القلوب،و نقاء الضمائر،و رعايه و صيانه الحقوق، و أداء الواجبات،واستتباب الأمن،و توطيد دعائمه، و ضمان الاستقرار، و تدعيم قوائمه،و تجنيب المجتمع عوامل الاضطراب، والفوضي،و أسباب الخوف، و بواعث القلق.
والإمه التي تحب أن تبني نفسها، و أن تدعم وجودها؛و أن يتأکد الأمن والاستقرار في ربوعها. لابد وأن ترتکز حياتها علي الحق دون الباطل،و علي الموضوعيه دون العاطفه،و علي العقل دون الهوي؛و علي التخليط دون الفوضي،و علي الحيده الکامله دون التحيز.
و أوجب ما يجب أن يلتزم فيه بذلک ما يمس حياه الناس و مشاکلهم من قريب و ما يتصل بحقوقهم و ما فصل فيما بينهم من خلاف و يحسم من نزاع.
إن أمور المسلمين و علائقهم والأواصر التي تربطهم يجب أن تکون مرکوزه علي هذه العداله مضبوطه بمنطقها، قائمه علي الإنصاف والموضوعيه والمنطق حتي تصان الحقوق.
و ما هو معلوم:أن العدل شريعه الله في خلقه، و ميزانه في عباده.ولالحق أن العدل لا يمکن الوصول إليه ألا عند التجرد المحض عن العواطف والأهواء، والابتغاء الخاص لوجه الله في کل نزاع يفصل فيه و في کل حکم من الإحکام.
لا يلوي الناس عن العدل و موضوعيته و ضرورة الحيده فيه: ميل و لارغبه،و لا علاقه من قرابه أو صداقه أو عداوه و لا عرض من أعراض الدنيا من غني أو فقرأو صحه أو مرض.
قال تعالي:«يا أيّها الّذين آمنوا کونوا قوّامين بالقسط شهداء الله و لوعلي أنفسکم أو الوالدين والأقربين أن يکن غنيّا أو فقيراً فالله أولي بهما فلاتتّبعوا الهوي أن تعدلوا و أن تلووا أو تعرضوا فأنّ الله کان بما تعملون خبيراً» (سوره النساء، 135)
فالله سبحانه و تعالي ـ کما تري ـ يأمرعباد المؤمنين أن يکونوا قوامين بالقسط والعدل فلايعدلوا عنه يمينا و لا شمالا و لا تأخذهم في الله لومه لائم،و لا يصرفهم عنه صارف، و أن يکونوا متعاونين متساعدين متعاضدين متساندين.
لقد جاء الإسلام يدعو إلي العدل والإنصاف والقسطاس المستقيم؛ليقيم علي ذلک مجتمعا راشدا متحابا متماسکا، مؤديا و احباته،محترما حقوقه. يتصارع، و لا يخون، و لا يهمل، و لا يفرط،و لا يتواطأ، و لا يعتدي بعضه علي حقوق البعض الآخر.
وفي هذا المجال بلغ الإسلام من رحابه الأفق، و عمق النظره شأوا بعيدا حيث لم يجعل للعواطف فيه أدني أثر،و لا لاختلاف الدين أي دخل في لي عنق العداله،أو إخفاء و جهها.
و إن أحب الناس إلي الله عزوجل هم هؤلاء الذين يرعون العداله،و يحتکمون إليها،و يحملون غيرهم علي الأخذ بها، و عدم النکوص عنها.
الهوامش
1-محمد عزت الطهطاوي، النصرانيه والإسلام، ص 308، ط: مکتبه النور، بالقاهره، سنه 1407ه، 1987 م.
2-عطيه صقر،الدين العالمي و منهج الدعوه إليه،ص 10ط: مجمع البحوث الإسلاميه، الأزهر.
3-محمد الراوي، الدعوه الإسلاميه دعوه عالميه، ص 46، ط: دارالعربيه،بيروت.
4-عطيه صقر،الدين العالمي و منهج الدعوه إليه، ص 11.
5-د.ابراهيم عوضين،الإسلام والإنسان، ص 281، ط: المجلس الأعلي للشئون الإسلاميه بالقاهره، سنه 1385ه، 1964 م.
6-جمال الدين محمود،أصول المجتمع الإسلامي، ص 10، ط: المجلس الأعلي للشئون الإسلاميه بالقاهره، سنه 1404ه، 1984م.
7-انظر: فيصل الحفيان، مجله التسامح، العدد رقم 7، ص 111، ط:سلطنه عمان، 2004ه.
8-انظر: الدکتور أحمد السايح، السلوک عندالحکيم الترمذي، ص 88، ط:دارالسلام،القاهره،1988م.
9-راجع الحکيم الترمذي:الأکياس والمغترين؛ص 8، ت: الدکتورأحمد السايح، والدکتورالسيد الجميلي، طبع المکتب الثقافي،القاهره،1909م.
10-الدکتورعبدالکريم عثمان، نظريه التکليف آراء القاضي عبدالجبارالکلاميه، نقلامن فيصل الحفيان،مجله التسامح، ع 7، ص 112،سلطنه عمان.
11-الدکتور أبوبکر ذکري، تاريخ النظريات الأخلاقيه، ص 82-86، ط: مکتبه الکليات الأزهريه 1958م، القاهره.
12-انظر: بحوث العولمه والأخلاق في ضوء رسائل النور، ص 99،98، ط:ترکيا.
13-انظر:بديع الزمان سعيد النورسي،اللمعات، ص 526.
14-المصدرالسابق، اللمعات، ص 526.
15-کليات رسائل النور، المکتوبات؛ ص 67.
16-المصدرالسابق، ص 350.
17-کليات رسائل النور،المکتوبات؛ ص 350.
18-کليات رسائل النور، ص 36.
19-صيقل الإسلام، ص 51-433.
20-الملاحق، ص 114-283.
21-إشارات الإعجاز، ص 53.
22-کليات رسائل النور.
23-المصدر السابق.
24-انظرالدکتورأحمد السايح، مکانه العداله في فکرالنورسي، ص 641،مؤتمرالعداله،استنبول،ترکيا 2007م.
25-انظر:وزاره الاوقاف المصريه ،الدين والحياة ،عدد رقم160،ص4-17ن ط:وزاره الوقاف ،مصر 1976م.
26-انظرالدکتور زهيرالأعرجي، النظريه الاجتماعيه في القرآن الکريم،ص 17-47، ط: قم 1994م.
منبع:نشريه مجموعه مقالات (قرآن و اخلاق )ج2.
چهارشنبه 25 فروردین 1389  2:08 PM
تشکرات از این پست
mashhadizadeh
mashhadizadeh
کاربر طلایی1
تاریخ عضویت : اردیبهشت 1388 
تعداد پست ها : 25019
محل سکونت : بوشهر
پنج شنبه 17 تیر 1389  7:35 PM
تشکرات از این پست
دسترسی سریع به انجمن ها