عنوان:المنهج التربوي في القرآن الکريم
کفاح الحداد
کاتبة -باحثة اجتماعية
تعتبرالتربيه هي الحجر الأساس في نمو الشعوب و ارتقائها و في صياغه المجتمات السليمه و انبعاث و استمرار الحضارات الإنسانيه ـ وقد کانت الرؤي التربويه التي ظهرت مع ظهور الاسلام و نزول القرآن الکريم تجربه رائده افرزت نماذج عليا في الشخصيات الانسانيه التي سارت في طريق التکامل و ترکت بصماتها في مسارات الأمه الاسلاميه. کما أنها تجربه حية و عظيمه لأنها انتجت واحده من أعظم الحضارات الإنسانيه التي عرفها البشر و التي ساهمت في تطورالعلوم و الآداب والفنون و استطاعت أن تؤثرعلي العالم الغربي و الشرقي و مازالت آثارها العلميه و بصماتها الفکريه و الأنسانيه شاخصه لحد الآن لتسجل نموذجاً لتربيه عليا انطلقت من المنهج التربوي في القرآن الکريم مما لا شک فيه أن الرسالات الإلهيه علي العموم هي رسالات تربويه جاءت لانتشال الإنسان من الضياع و اضلال و اخراجه من الظلمات إلي النور و الهدي و الهدفيه في الحياه،و تأتي الرساله الخاتمه لتکون هي النموذج الإسمي باعتبارما قدمته للإنسانيه من صور بشريه عليا جسدت الهدف الإلهي من بعثه الأنبياء إلا و هو صناعه الإنسان الصالح المتوازن و أعداده تربوياً و فکرياً و عقائدياً کي يساهم في تشکيل المجتمع الصالح و العادل.و اليوم إذ نعيش
تحدياً تربوياً خطيراً (وربما هو الأخطر ضمن التحديات التي نواجهها) باعتبارأن عمليه التربيه هي عمليه بناء و صياغه للانسان والمجتمع و عمليه نقل التراث والحفاظ عليه. فأن التحدي التربوي يظهرمن قبل تشبث الکثيرين في التمسک والإقبال علي نماذج تربويه بعيده عن قيمنا و غير قادره علي اخراج النموذج الإنساني الاسمي،کما انها عاجزه تماماً عن أيجاد الحلول لمشکلاتنا التربويه بل انها ساهمت في زياده هذه المشکلات و في افراز ظواهر مؤلمه آخذه في التمدد علي حساب القيم والأخلاق و منها ظاهر تقنين البغاء و انتشار تجاره البشر نساءاً و أطفالاً و المتاجره باعضاء البشر،واستغلال الشعوب المستضعفه وإبقاءها تحت نير الاطماع الاستکباريه التي هي أيضاً آخذه في التمدد و الانتشار محدثه شرخاً واسعاً بين البشر في هيمنه الاثرياء و هم قله علي أرواح المستضعفين و هم کثره کثيره. و ما شهده القرن الماضي في صور لضياع الانسانيه و موت الضميرو طغيان لغه العنف و العداوه و إباده عشرات الملايين من البشرو التطهيرالعرقي الذي مورس بحق الکثيرمن الشعوب إلادليل واضح علي تدني العلميه التربويه و علي حاجه البشريه إلي العوده إلي المناهج اربانيه في التربيه و لعل هذا هو احوج ما نحتاج إليه. إذ ما فائده القوانين الاجتماعيه والاصلاحيه التعلميه إذ کانت واقفه علي أرض رخوه من تذبذب القيم و ضبابيه المفاهيم؟ و معني هذا اين اصلاح العالم و إعاده الکرامه إلي هذا الإنسان الضائع لا يمکن ان ينجح مالم يتم العوده إلي المناهج التي رسمها خالق البشرلتربيه هذا الإنسان و توجيهه نحو مرافئ الخير.
و قد يقول قائل أن هناک تراکماً تربوياً واسعاً يکشف مدي الاهتمام بالتربيه والحق أن هناک تراکماً تربوياً في مجموع النظريات والدراسات المهتمه بهذا لشأن ولکن هذه الدراسات أنّما انبعثت من اوساط لا تمتلک
المنظومه القيامه التي عندنا و هذه حمله علينا واقبل عليها علماؤنا يأخدونها کامل دون المرور بعمليه تصفيه وفرز لما هو صالح لبلداننا و هو مما افرزمشکلات کثيره و إذا ما تأملنا النظرأکثر لوجدنا أن هذه الدراسات والنظريات قد تناول ابعاداًٌ محدده من الشخصيه الأنسانيه الأمرالذي ضاعف من حده المشکلات والأمراض النفسيه وافرزاجيالاً تغيب عنها هدفيه الجياه و تلجأ إلي الانتحار کحل لما تعانيه من تمزق داخلي.
أضافه کل ما سبق فأن التعدد التربوي هو أحد ميزات التربيه المعاصره فقد کان الأسره تنفرد سابقاً في التربيه الأمرالذي ساهم في الحفاظ علي العقائد وصيانه القيم و انتقال و حفظ التراث الثقافي من جيل إلي جيل أمّا الآن فهناک تعدد واضح في المؤسسات التربويه فالمدرسه تربي والإعلام ـ بشکليه المرئي و المسموع ـ قد يکون هوالاخطر في التأثيرالتربوي علي الکبار و الصغارعلي حد سواء. والمجتمع أيضاً يساهم عبر مراکزه ـ الثقافيه و الاجتماعيه و الدينيه و الاقتصاديه ـ هو أيضاً يساهم في التربيه وکذلک الدوله وإزاء هذا التعدد التربوي في المؤسسات المشترکه في عمليه التربيه والتي قد تعيش تناقضاً واضحاً في القيم بي ما تعطيه و بين ما هو موجود في ارضيه المجتمعات و بين رؤي الاباء المربون مما ادي الي إيجاد ظواهر تربويه سيئه لعل اخطرها ظاهره صراع الأجيال والتي عمقت الهوه بين الاباء والآبناء وأدت إلي فرارالابناء من الاباء و انضمامهم ألي مجموعات الاقران الأصدقاء والتي قد يکون دورها التربوي فاعلاً خاصه في فتره المراهقه،علي هذا نحن الآن بأمس الحاجه إلي المنهج التربوي السليم الذي يصون الأفراد و المجتمعات من اجتياح الأمراض و المشکلات النفسيه و الروحيه و الاجتماعيه و اثقافيه والذي يساهم في ارتقاء الشعوب المسلمه والتحاقها برکب التطور والحضاره والذي يلعب
دوراً کبيراً في تأهيل الأفراد ذاتياً و عقائدياً و نفسياً لتحمل مسؤولياتهم الکبري في الانتظار الفاعل الذي يمهد لدوله العدل الإلهي الکبري ... و هل هناک أفضل من المنهج التربوي في القرآن الکريم و الذي باتت نجاحاته و معطياته في التحول الذي عصف بشخصيه الأنسان الجاهلي و جعله ينطلق الي العالم کله حاملاً رايه التوحيد و ناشرا القيم الإسلاميه و مؤسساً لأعظم الحضارات الأنسانيه.
و ما کان القرآن الکريم کتاب نحو و صرف و بلاغه ـ و إن کان هذا من أسباب اعجازه فقط و انما کان و مازال کتاب تربيه لهذا الانسان.
«الرکتاب انزلناه أليک لتخرج الناس من الظلمات إلي النور».
«أن هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم و يبشرالمؤمنين». (ابراهيم، 1)
فآيات القرآن الکريم هي مناهج تربويه قادره علي انجاح و تحقيق المطلوب من العلميه التربويه و صياغه الشخصيه الرساليه القادره علي أن تکون النموذج الصحيح للخلافه الربانيه «إني جاعل في الأرض خليفه».
و قد کان رسول الله هوالمربي الأول لهذه الأمه بهذا القرآن بآياته و سوره حيث استطاع إعاده البناء الفکري و العقائدي و الاجتماعي للأفراد،کما أنه کان النموذج الکامل للأنسان والذي هوالقدوه المصالحه «لقد کان لکم في رسول الله اسوه حسنه». (الأحزاب،21)
و قد مدحه القرآن العظيم بقوله تعالي:
«و انک علي خلق عظيم». (القلم، 4)
معني التربيه
و قد تعددت المعاني المتعلقه بهذه الکلمه و وضع لها الکثيرون عشرات من الدلالات والمعاني و يجدر بنا أن نتوقف عند المدلول اللغوي والاصطلاحي.
المدلول اللغوي
التربيه:مأخوذ من رب ولده والصبي يربيه أي احسن القيام عليه حتي ادرک. (1)
و قال الراغب الاصفهاني:الرب في الأصل التربيه، و هو انشاء الشيء حالا فحال إلي حد التمام (2). و في المنجد ربي الولد: هذبه،و ربّ ربّاً القوم ـ ساسهم و ربّ ـ ربّاً الأمر أي اصلحه (3).
و قد جاءت في معاني عده منها:
1-التربيه ـ حسب المعني اللغوي ـ عباره عن تعاهد الطفل بالتغذيه و الرعايه و حسن القيام عليه حتي يفارق طفولته و هو شامل لتنميه مدارکه و عقله (4).
2-التربيه عمليه بناء و توجيه الإنسان والوصول به الي مرحله النضج والکمال، و لهذه الغايه جاءت الرسالات و الشرائع الإلهيه و تتابع الرسل والأنبياء جاءو لتربيه الأنسان و بناءه بناءاً روحياً و فکرياً و سلوکياً و جسدياً متوازناً و سليماً مکنه من أداء رسالته و التعبيرانسانيته ... والتربيه هي عمليه بناء و إصلاح و توجيه و إعداد عملي للإنسان و ليست عمليه تعليم و نقل أفکار وحشو مفاهيم و زياده معلومات... (5)
3-التربيه هي إعداد الفرد لحياته المقبله بما لهذه الحياه من معان مختلفه فهي تعده لمواجهه الطبيعه و تعده بالمعني الصحي و الاقتصادي و تعده لتهيئه مهنه يکسب منها رزقه و هي تعده بالمعني الثقافي والديني و الاجتماعي. (6)
أمّا نظر بعض الغربيين عنها فنکتفي بالقليل منهم:
1-جون ديوي: قال أنها الحياه و عرفها بانها صوغ و تکوين لفعاليه الأفراد ثم حبسها في قوالب معينه أي تحويلها إلي عمل اجتماع مقبول من الجماعه (7) مستالوتزي: التربيه تنميه کل قوي الطفل تنيمه کاملا متلائمه .
أمّا المنهج فأصله من نهج و هو الطريق الواضح [الراغب ـ ماده النهج] فهو الأسلوب والطريقه.
علي هذا يکون المنهج التربوي في القرآن الکريم هو الطريق الذي سلکه القرآن الکريم لتهذيب النفس البشريه و إخراج الإنسان من الظلمات إلي النور.
فالقرآن هوالکتاب التربوي الشامل الذي ينمي مواهب الانسان من خلال تواصله مع الله،و يفتح مکنون الشخصيه الأنسانيه، والقرآن هو کتاب التربيه:
«انزل من السماء ماء فسألت اوديه بقدرها». (الرعد، الآيه 17)
و لم تکن آيات القرآن ـ و لن تکون ـ مجرد کلمات تقرأ لتحصيل الأجر و الثواب ـ و ان کان هذا هو جزء من التربيه ـ فحسب بل أن آياته محطات للتطبيق والعمل و ليس من نهج القرآن أن يلقي بالمواعظ و الکلمات التي لا تجد لها حيزاً من التطبيق و لعل هذا يفسرلنا کيف نجح المسلمون الأوائل في تطوير ذواتهم و تنميه استعداداتهم والإنطلاق في رحاب إنسانيه عليا و ذلک عبر ترويض نفوسهم علي تطبيق مفردات القرآن الکريم فقد جاء في الحديث عن عثمان بن مصفون و ابن مسعود (ان رسول الله کان يقرئهم العشر فلا يجاوزونها إلي عشر أخري حتي يعلموا ما فيها من العمل فيعلمهم القرآن والعمل جميعاً) (8).
و کل التشريعات في القرآن و الأوامر والنواهي أنما هدفها الأول هو إعداد الإنسان المسلم و بناء ذاته في اتجاه الخير وحذف السلبيات والمساوئ والأخطارالتي تعترض طريقه نحوالخلاقه الربانيه علي وجه الأرض،و لعل
هذا يضعنا أمام واحداً من الأخطاء الموجوده في تعاملنا مع کتاب الله فهناک اهتمام مفرط بالقراءه و التلاوه و تحسين الصوت و هذه مداخل نحو فهم القرآن و تطبيقه و ليست هي الغايه المطلوبه. إذ أن المطلوب هو أن نربي أنفسنا و أبناءنا علي هذا المنهج الرباني.
و هذا المنهج الذي جاء به القرآن انما هو نقله جديده في حياه البشريه اغنت معالمها العقليه و المعرفيه و الوجدانيه و وصفت الإنسان في إطار من الوعي و الإدراک يصعب علي أي منهج آخرو مبادئ أخري من وضع البشران تفعل ذلک أو تدانيه. (9)
إن مبادئ التربيه في القرآن تراعي الفطره البشريه و هي مع مراعاتها للفطره لا تترکها بدون تربيه و إرتقاء و سمو بل ترفعها إلي أعلي و تربيها علي التالي و بذلک يرتقي المجتمع في مواضع الرقي الإنساني. (10)
سمات المنهج التربوي في القرآن الکريم
و کثيره أهمها:
1.إنه منهج رباني وضعه الحکيم العليم،وضعه خالق الإنسان الذي خلقه من سلاله من طين... هذه الربانيه واضحه حتي في اشتقاق کلمه المربي من الرب (الذي هو يربي) (11) فکلمات القرآن هي کلمات الله انزلت من لدن حکيم خبيرإلي هذا الإنسان لتخرجه من الظلمات إلي النور.
«کتاب أنزلناه إليک لتخرج الناس من الظلمات إلي النوربإذن ربهم ألي صراط العزيزالحميد». (الإبراهيم، 1)
إن الآيات القرآنيه تستعرض الرعايه الألهيه لهذا الکائن فالله تعالي هوالذي خلقه:
«سبح اسم ربک الأعلي الذي خلق فسوي»(الأعلي 1-2)
«قال يا ابليس ما منعک أن تسجد لما خلقت بيدي»
«و يقول تعالي فإذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعو له ساجدين» (الحجر،29)
و هذا إشاره إلي الإلهيه في الخلق و الإيجاد و هو اهتمام واضح لهذا الکائن البشري فهو سواه و نفخ فيه من روحه و الي هذا أيضاً أشارت الآيات الأولي التي نزلت من الکتاب المبين في سوره اقرأ حيث يقول تعالي:«اقرأ باسم ربک الذي خلق،خلق الإنسان من علق،اقرأ و ربک الأکرم،الذي علم بالقلم» (العلق، 1-4)
فهنا تعريف بمربي الإنسان الأول إلا و هو الله تعالي و بإحدي وسائل التکامل و البناء التربوي ألاو هي العلم والمعرفه و الي هذا المعني يشيرالمفسرون بالقول:
قال اقرأ باسم ربک و لم يقل اقرأ باسم الله لأنه أراد سبحانه منذ البدء أن يشيرألي أن هذا الدستور الألهي أنما هو لتربيته، و مادامت هذه التربيه الإلهيه المصدر فإذن هي محکمه و کامله في جميع جوانبها (12)، و لهذه الربانيه انعکاساتها المهمه فمن جهه أنه منهج مقدس لا يأتيه الباطل من بين يديه و لامن خلفه (13) و هذه القداسه تساهم في أحکام العلاقه بين الخالق والمخلوق مما يمهد لتقويه الأيمان بالله العظيم،ثم أن هذا المنهج الرباني ليس فيه تناقض أو اختلاف بل هو عام لکن زمان و مکان و هو صوره کاملته عن المنهج الصالح للبشر عکس المناهج الوضعيه التي تغيب فيها هذه الصوره و تجعلها مناهج متعثره متغيره منطلقه من أفکار ذاتيه قابله للنسف و التغيير في أي وقت (14).
والملاحظ أن المناهيج الألهيه حتي لو اقصيت عن اذهان الناس ـ بسبب تحکم الطواغيت ـ أو تعرضت للأهمال فانها تعود إلي الظهور و تأديه الأدوار المناطه بها و هذا أنما يعود إلي ربانيتها و ارتباطها بحاله القداسه التي يشعرالبشر أزاءها.
قال تعالي:«قلنا اهبطوا فيها جميعاً فإما يأتينکم مني هدي فمن تبع هداي فلاخوف عليهم و لاهم يحزنون». (البقره، 38)
و هذه الربانيه لترسم لنا مساراً خالداً لا يتغير فالذي وضع هذا المنهج التربوي هو خالق الإنسان و هو اعلم بما ينفعه و يضره و أدري بما أودع فيه من غرائز و شهوات و کيفيه التعامل معها، و إذا کان الإنسان هو نفسه کما خلقه الله في خلقه الأول (إني جاعل في الأرض خليفه) فهو لن يتغير و هو بروحه و جسده صوره ثابته مع وجود الفوارق بين البشر و هذا سيعطي لهذا المنهج الرباني ديمومه ثابته علي وجه الأرض.
فطره الله التي خلق الناس عليها؛فهو أذن يواکب هذه الفطره التي خلقها الله و التي هي ثابته و هو اعلم بما خلق.
2-أنه منهج شامل لجميع البشر و في جميع الأوقات المراحل العمريه فمن ناحيه أنه منهج شامل يهتم بالبشر قبل ولادتهم و بعد رحيلهم عن الدنيا و اهتمامه واضح بکل المراحل العمريه و هذه أشارات من القرآن له لهذا الأمر:
«الله الذي خلقکم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوه ثم جعل من بعد قوه ضعفاً و شيبه يخلق مايشاء و هو العليم القدير». (الروم، 54)
«ولما بلغ اشده و استوي آتيناه حکماً و علماً». (القصص، 14)
«حتي إذا بلغ أشده و بلغ اربعين سنه». (الاحقاف، 15)
«ثم لتبلغوا أشدکم ثم لتکونوا شيوخاً». (غافر، 67)
«قال رب إني وهن العظم مني واشعل الرأس شيبا... و قد بلغت من الکبرعتياً». (مريم، 4)
«و منکم من يرد إلي إرذل العمل لکيلا يعلم بعد علم شيئاً». (النحل، 7)
أو الطفل الذي لم يظهروا علي عورات النساء. (النور، 31)
«و اما الجدار فکان لغلامين يتيمين في المدينه و کان تحته کنز لهما و کان أبوهما صالحاً فأراد ربک أن يبلغا أشدهما و يستخرجا کنزهما». (الکهف، 82)
ثم أنها منهج شامل من حيث اهتمامه بکل أبعاد الشخصيه الإنسانيه و أعطي نموذجاً صالحاً للتربيه الجماليه و النفسيه و العقائديه و الاجتماعيه و الفکريه و الصحيه، قال تعالي:
1-«يا بني آدم خذوا زينتکم عند کل مسجد». (الاعراف، 31)
2-«ولمن صبر و غفر إن ذلک لمن عزم الأمور». (الشوري، 43)
3-«في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا». (البقره، 10)
4-«أقم الصلاه لذکري». (طه، 14)
5-«إن الصلاه تنهي عن الفحشاء و المنکر و لذکرالله أکبر». (العنکبوت، 45)
6-«و جعلناکم شعوباً و قبائل لتعارفوا ان أکرمکم عندالله اتقاکم». (سوره الحجرات)
7-«و تعاونوا علي البر والتقوي و لا تعاونوا علي الإثم والعدوان». (المائده، 25)
8-«سنريهم آياتنا في الآفاق و في إنفسهم». (فصلت، 53)
9-«و لا تقربوالفواحش ما ظهر منها و ما بطن». (الانعام، 151)
10-«يرفع الله الذين آمنوا منکم و الذين اوتوا العلم درجات». (المجادله، 11)
و لأنه منهج شامل فقد اهتم بکل مؤسسات التربويه ابتدأ من الأسره إلي المجتمع ثم أنه دعا إلي إصلاح البيئه والمجتمع و الي اختيارالصديق المناسب؛قال تعالي:
-«يا أيها الذين آمنوا قو أنفسکم و أهليکم ناراً وقودها الناس». (التحريم، 6)
-«ما لکم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال و النساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القريه الظالم أهلها». (النساء، 75)
-«قال يا ليت بيني و بينک بعد المشرقين فبئس القرين». (الزخرف، 38)
-«قال قائل منهم اني کان لي قرين، يقول أئنک لمن المصدقين إذا متنا و کنا تراباً و عظاماً أءنّا لمدينون،قال هل أنتم مطلعون فاطلع فرآه في سواء الجحيم، قال تالله إن کدت لتردين و لولا نعمه ربي لکنت من المحضرين». (الصافات، 51-57)
و يمکن مراجعه وصيه لقمان لأبنه والتي وردت في سوره لقمان فهي نموذج کامل للتربيه بکل ابعادها.
ثم أنه منهج للعمل والتطبيق و ليس للترف الفکري و لهذا قرنت الآيات التي ذکرت الإيمان بالعمل الصالح والذي هو الجانب العملي التطبيقي و هو أيضاً أحد الأساليب التربويه الذي يساهم في محوالکثير من السلبيات (الغرور-التکبر-الفرديه...) و تحويل الذات البشريه نحو الإيجابيات (التعاون-التعايش مع الآخرين).
«و بشرالذين آمنوا و عملوا الصالحات أن لهم جنات». (البقره، 25)
«من عمل صالحاً من ذکرأو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياه طيبه». (النحل، 97)
و من شموليه هذا المنهج انه يلبي حاجات الروح والجسد و هو يعطي حيزا للدنيا والآخره في وجدان الافراد و يرسم لهم ادافا متعلق بالدنيا و الآخره
3-أنه منهج متوازن لا افراط فيه و لا تفريط و لا طغيان فيه لجانب علي آخر.
فهو يوازن بين متطلبات الروح والجسم و بين السعي للدنيا و السعي للآخره و بين متطلبات الفرد و المجتمع فلايقع في الاشکاليات المعاصره التي اثرت الفرد علي المجتمع کما في المذهب الرأسمالي أو أثرت المجتمع علي الفرد کما في المذهب الشيوعي.
وبهذا يخلص الإنسان من کثير من الصراعات الداخليه والتوترات النفسيه أو الحيره والإرتباک القلق الذي يساور الإنسان فيما تضيع عليه الأمور و لايدري في أي اتجاه يسير و کيف يسيرو إلي ذلک يشيرالقرآن الکريم:
«وابتغ فيما اتاک الله الدارالآخره و لا تنسي نصيبک من الدنيا و أحسن کما أحسن الله إليک». (القصص، 77)
«فاستقم کما امرت و من تاب معک و لا تطغوا». (هود، 112)
«والذين إذا انفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا و کانوا بين ذلک قوما». (الفرقان، 67)
و مما يجدرالإشاره إليه أن عدد المرات التي ذکرت فيها الدنيا في القرآن الکريم تساوي عدد آيات الآخره و کذلک ذکرالجنه (کأسلوب ترغيب و تشويق) و ذکرالنار(کأسلوب ترهيب و تخويف).
کما تنضح حاله التوازن أيضاً بين الحقوق والواجبات إذ تأتي التکاليف متوازنه مع قدرات الأفراد و تأتي الحقوق لتراعي الجميع دون بخس أو اجحاف لحق فرد إلي آخر.
بل أن القرآن الکريم عرض صوراً رائعه للموازنه في الأنفاق مثلاً کما جاء في سوره الأسراء فلاافراط و تفريط يقول تعالي:
«و لا تجعل يدک مغلوله إلي عنقک و لا تبسطها کل البسط فتقعد ملوماً محسوراً». (الأسراء، 29) و هي ليست تربيه صوفيه تدعو إلي الرهبنه و ترک لذائذ الحياه، و ليست تربيه منطلقه هو جاء تجعل الأنسان أسير شهواته و غزائزه بل هي تشبع غرائزه في إطارالقيم التي تحملها و توازن بين الحاجه والإشباع لئلا يخرج عن حد الإسراف بل توجه هذا الاشباع نحو الغايات الآخرويه.
و جاءت الموازنه أيضاً بين الغايه والوسيله فالغايات الساميه تستوجب وسائل ساميه و لهذا يتعارض المنهج القرآني مع المنهج الميکافيلکي والذي يقوم علي أن الغايه تبرر الوسيله.
«الذين يأکلون الربا لا يقومون إلا کما يقوم الذين يتخبطه الشيطان من المس ذلک بأنهم قالوا انما البيع مثل الربا و احل الله البيع و حرم الربا». (البقره، 275)
إضافه لذلک فانه حل اکبرمعضله مازالت موجوده حتي وقتنا الحالي إلا وهي علاقه الفرد بالمجتمع و جعل بينهما حاله من التوازن فمن جانب يعيش الفرد ضمن جماعه أو مجتمع والإسلام ينظم علاقاته مع الآخرين و يرسم الروابط الأيجابيه و يدعوا لتحکيم الموده و التعاون يدعو الفرد إلي التنازل عن بعض حاجاته من أجل مصلحه الجماعه.
«و يؤثرون علي أنفهسم و لو کان بهم خصاصه». (الحشر، 9)
«إن تبدوا الصدقات فنعما هي و إن تخفوها و تؤتوها الفقراء فهو خيرلکم و يکفر عنکم من سيئاتکم و الله بما تعملون خبير». (البقره، 271)
و يقول ايضاً:
«و إن کان ذو عسره فنظره إلي ميسره و أن تصدقوا خير لکم أن کنتم تعملون». (البقره، 280)
و قال اييضاً:
«واعتصموا بحبل الله جميعاً و لا تفرقوا و اذکرو نعمت الله عليکم إذ کنتم أعداء فألف بين قلوبکم فاصبحتم بنعمته اخوانا». (آل عمران، 108)
4-أنه منهج تربوي مطروح لکل الناس و لکل العصور فهو لا يختص بجماعه دون أخري.
يقول ايضاً:
«يا أيها الناس إنا خلقناکم من ذکر و أنثي و جعلناکم شعوباً و قبائل لتعارفوا أن اکرمکم عندالله اتقاکم». (الحجرات، 13)
«هذا بيان للناس و هدي و موعظه للمتقين».
و هدف المنهج القراني هو الإنسان نفسه اينما وجد ذکرا کان أو انثي و من أي طائفه أو قوم و قد تعامل المنهج التربوي في القرآن في صدرالإسلام مع أناس من طوائف شتي واعمال شتي و مع ذلک نجح في اظهارالنموذج الصالح فقد کان هناک سلمان الفارسي و فيه قال الرسول: «لا تقولوا سلمان الفارسي و قولوا سلمان المحمدي سلمان منا أهل البيت».
و کان فيهم مؤذن الرسول بلال الحبشي و فيهم صهيب الرومي و فيهم من کان من الأغنياء کمصعب بن عمير و من کان من فقراء أهل الصفه کأبوذرالغفاري و فيهم من کان آباءهم عبيد کعماربن ياسر و فيهم من کانوا اسياداً
و احراراً؛و قد نجح هذا المنهج في إلغاء الفوارق الطبقيه و النزعات القوميه و العرقيه و جعل الجميع يتجه نحو هدف واحد هو اعلاء کلمه التوحيد و نشر رايه الإسلام و لهذا لم تجد البشريه مثيلاً لهذه الجماعه المبارکه عبرعصورها الطويله.
و قد کان المنهج التربوي في القرآني موجهاً منذ البدء نحو الإنسان و نحو الناس جميعاً؛ قال تعالي:
«يا أيها الناس اعبدوا ربکم الذي خلقکم والذين من قبلکم لعلکم تتقون». (البقره، 21)
و يقول ايضاً:
«و أن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بکم عن سبيله».(الأنعام، 153)
أنه منهج يراعي الفروق الفرديه و يتعامل مع الفروق بالتکليف حسب الوسع «يا يکلف الله نفساً إلا وسعها» (البقره، 286) و «لا يکلف الله نفس إلاما ءاتاها» (الطلاق،17) و هو يراعي ايضاً أسلوب التدرج في التربيه يقول تعالي:
«وابتلوا اليتامي حتي إذا بلغوا النکاح فان انستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم». (النساء، 6)
فالناس متفاوتون في قدراتهم و طاقاتهم و لهذا لم يکن القرآن الکريم کتاب الغاز يصعب فهمه «ولقد يسرنا القرآن للذکر فهل من مدکر»،(القلم، 27) بل کتاب واضح البيان و کل يتقبل مفاهيمه بقدروسعه.
و لهذا نجد أن الله تعالي يعفي أفراد من أداء تکاليف أساسيه کالصيام بالنسبه للشيخ والمرأه العجوز أو الحامل أو المريض أو قصرالصلاه في السفرأو التيمم بدل الماء إذا لم يکن موجوداً أو کافياً.
«يريدالله بکم اليسر و لا يريد بکم العسر». (البقره، 185)
و هذه رساله تربويه عليا تري الفروق الفرديه بين الناس والتي عرفها الناس في العقود الأخيره وادرکوا من خلالها ان البشر متفاوتون بل حتي المراحل التربويه تنطلق من هذه الحاله.
فالله تعالي لم يجعل هناک تکليف في مرحله الضعف الاولي «الله الذي خلقکم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوه ثم جعل من بعد قوه ضعف». في حين جعل کل التکاليف واضحه في مرحله القوه بل أنه راعي التدرج حتي في أداء التکاليف فالخمر لم تحرم مره واحده بل علي مراحل کما أن أوامر الحجاب والصوم والجهاد الاصغر کلها و جبت بعد الهجره إلي المدينه حيث توفرالمناخ المساعد لذلک.
5-أنه منهج يعتمد الواقعيه ففي البدايه ينظر إلي الإنسان علي أنه إنسان تکمن فيه نوازع الخير والشر و تتحرک النفس بين اللوم والأمر بالسوء والاطمئنان، و بهذا يصفه في نظره واقعيه تکون عونا له إذا أخطأ فهو ليس متکامل بل کل أبناء آدم خطاء و لأنه کذلک فلا بد أن يهيء السبيل المناسب له للعوده إلي الله و ألي الأيمان کي لا يصاب بالإحباط و القنوط، ثم أن عرفه الدنيا بانها داراختبار و فيها مصائد الشيطان و فيها الاغواءات و فيها منازل العمل الصالح و رسم له أهداف الحياه الأخرويه في الفوز بالجنه بل أن القرآن الکريم اماط عن الإنسان کل شباک الضلال والشک.
فهو عرفه بنفسه، قال تعالي:«يريد الله أن يخفف عنکم و خلق الإنسان ضعيفا». (النساء، 28)
و قال أيضاً:
«و کان الإنسان عجولا». (الأسراء، 11)
و عرفه بربه «الحمد الله رب العالمين،الرحمن الرحيم،مالک يوم الدين».(الفاتحه، 1-3) و «بل الله مولاکم و هو خيرالناصرين». (آل عمران،150) و «مالله يريد ظلماً للعالمين». (آل عمران، 108)
و عرفه بالأنبياء والرسول؛ «محمد رسول الله»، (الفتح، 29) «واتبع مله ابراهيم حنيفاً و التخذ الله إبراهيم خليلا». (النساء، 25)
و عرفه بنماذج الشخصيات الناجحه کشخصيه عبادالرحمن في سوره الفرقان
(و عباد الرحمن الذين يمشون علي الأرض هوناً و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً والذين يبيتون لربهم سجّداً و قياماً و الذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها کان غراماً إنها ساءت مستقراً و مقاماً والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا و کان بين ذلک قواماً... والذين لا يشهدون الزور و إذا مروّا باللغو مروّا کراماً والذين إذا ذکروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً و عمياناً والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قره أعين و اجعلنا للمتقين أماماً أولئک يجزون الغرفه بما صبروا و يلقّون فيها تحيه و سلاماً خالدين فيها حسنت مستقراً و مقاماً)
أو نماذج المؤمنين في سوره المؤمنين:
«قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزکاه فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون ألا علي أزواجهم أو ما ملکت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغي وراء ذلک فأولئک هم العادون والذين هم لأماناتهم و عهدهم راعون والذين هم علي صلواتهم يحافظون أولئک هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون». (المؤمنون، 1-11)
و هو لم يطرح نموذجاً من الملائکه ليکون قدوه أو نبياً للبشر فهذا ربما تحميل للبشر بما لا يطيقون و ربما هو ابتعاد عن الواقعيه المطلوبه فکان الرسل کلهم بشراً. «قل انما أن بشرمثلکم يوحي الي»
ثم أنه عرفه بطريق النجاح:
«والعصرإن الإنسان لفي خسر إلا الذين امنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصو بالصبر». (الانشقاق، 6)
«يا أيها الإنسان انک کادح إلي ربک کدحاً فملاقيه و ان ليس للإنسان إلا ما سعي». (النجم، 39)
«من عمل صالحاً و هو مؤمن فلنحيينه حياه طيبه». (سوره النحل)
و عرفه بأعدائه: «إن الشيطان للإنسان عدو مبين». (يوسف، 5)
«و ما أبرئي نفسي إن النفس لأماره بالسوء إلا ما رحم ربي». (يوسف، 53)
إن التزام المنهج القرآني في التربيه سيکون عاصماً من الزلل و سيمنع وقوع الأمه في القلق والاضطراب الفکري و في الفراغ النفسي و سيؤمن للأمه طمأنينه فکريه
6-انه منهج متنوع الأساليب و انما جاء التنوع من عده أمور منها مراعاه الفروق الفرديه و لاتباع کل الطرق للوصول الي الغايات المتعدده.
و من أهم هذه الأساليب:
1-التربيه بضرب الأمثال (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله کمثل حبه أنبتت سبع سنابل في کل سنبله مائه حبه و الله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم)
2-التربيه بالترغيب: «و بشّرالذين آمنوا و عملوا الصّالحات أنّ لهم جنّات تجري من تحتها الأنهار کلّما رزقوا منها من ثمره رزقاً قالوا هذا الّذي رزقنا من قبل و اتوا به متشابهاً ولهم فيها أزواج مطهره و هم فيها خالدون» (البقره)
3-التربيه بالترهيب: «قال أمّا من ظلم فسوف نعذّبه ثمّ يردّ إلي ربّه فيعذّبه عذابا نّکرا». (الکهف، 87)
4-التربيه بالقصه: «نحن نقصّ عليک أحسن القصص بما أوحينا أليک هذا القرآن و إن کنت من قبله لمن الغافلين». (يوسف، 3)
5-التربيه بالحورا: «و قال الله لا تتّخذوا إلهين اثنين إنّما هو إله واحد فإياي فارهبون». (النحل،51)
6-التربيه بالموعظه: «إنّ الله يأمربالعدل والإحسان و إيتاء ذي القربي و ينهي عن الفحشاء والمنکر والبغي يعظکم لعلّکم تذکّرون».(النحل، 90)
7-التربيه بالقدوه:«لقد کان لکم في رسول الله أسوه حسنه لمن کان يرجوالله و اليوم الآخر و ذکرالله کثيرا». (الأحزاب، 21)
8-التربيه بالعبره:«فإن أعرضوا فقل أنذرتکم صاعقه مثل صاعقه عاد و ثمود». (فصلت، 13)
9-التربيه بالعباده: «يا أيّها الذين آمنوا کتب عليکم الصّيام کما کتب علي الذين من قبلکم لعلّکم تتقون». (البقره، 183)
10-التربيه بالصحبه:«قال له موسي هل اتّبعک علي أن تعلّمن مما علّمت رشدا». (الکهف، 66)
11-التربيه بالملاحظه:«أفلا ينظرون إلي الإبل کيف خلقت». (الغاشيه، 17)
12-التربيه من خلال تغير البيئه: «إنّ الذين توفّاهم الملائکه ظالمي أنفهسم قالوا فيم کنتم قالوا کنّا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تکن أرض الله واسعه فتهاجروا فيها فأولئک مأواهم جهنّم و ساءت مصيرا». (النساء، 9)
الي غير ذلک من الوسائل التي اعتمدتها الان التربيه الحديثه و کانها اختراع غربي في حين انها منهج اسلامي و اعتمدالقرآن أيضاً أسلوب المکافاه و تاره تکون المکافاه من سنخ العمل «من جاء بالحسنه فله عشرأمثالها و من جاء بالسيئه فلا يجزي إلا مثلها» و تاره مکافأه متعدده «فالّذين آمنوا و عملوا الصّالحات لهم مّغفره و رزق کريم» (الحج، 50)
و تاره مکافأه أخرويه غير دنيويه؛قال تعالي: «و بشّرالذين آمنوا و عملوا الصّالحات أنّ لهم جنّات تجري من تحتها الأنهار کلّما رزقوا منها من ثمره رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وآتوا به متشابها و لهم فيها أزواج مطهّره و هم فيها خالدون» (البقره، 25)
$الهوامش
1-لسان العرب 401/1.
2-معجم مفردات الفاظ القرآن ـ ماده رب.
3-المنجد ماده، ب.
4-[باقر شريف القرشي] النظام التربوي في الإسلام ص 31.
5-مؤسسه البلاغ ـ المعالم الأساسيه للمنهج التربوي في الإسلام ص 11.
6-فاخرعاقل ـ معالم التربيه ـ 30.
7-القرشي ـ النظام التربوي في الإسلام ص 33.
8-ابوالقاسم الخوئي، البيان في تفسيرالقرآن، ص 29.
9-محمد مصطفي النابلسي: نظرات في وصيه لقمان.
10-نفس المصدر، ص 226.
11-يراجع الراغب.
12-عبدالحليم محمودـ القرآن والنبي، ص 17.
13-ففي الحديث عن رسول الله أنه قال: يا أيها الناس اني قد ترکت فيکم ما أن اخذتم به لن تضلوا کتاب الله و عترتي اهل بيتي.(سنن الترمذي، ص 622)
14-فطره الله التي فطرالناس عليها لا تبديل لخلق الله. (سوره الروم، الآيه 30)
المصادر
1-القرآن الکريم
2-مؤسسه البلاغ/ المعالم الأساسيه للمنهج التربوي في الإسلام.
3-النحلاوي/ أصول التربيه الإسلاميه و أساليبها.
4-محمد مصطفي النابلسي/ نظرات في وصيه لقمان.
5-باقرشريف القرشي/ النظام التربوي في الإسلام.
6-خسرو باقري/ نگاهي دوباره به تربيت اسلامي.
7-الراغب الاصفهاني/ معجم مفردات الفاظ القرآن.
8-الطباطبايي/ الميزان.
9-المنجد.
10-فاخر عاقل/ معالم التربيه.
11-الانترنت.
12-المجلات الاجتماعيه.
منبع:نشريه مجموعه مقالات (قرآن و اخلاق )ج2.