بسم الله الرحمن الرحیم...خطبه89
و من خطبة له ع
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةٍ وَ الْخَالِقِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ الَّذِي لَمْ يَزَلْ قَائِما دَائِما إِذْ لاَ سَمَاءٌ ذَاتُ اءَبْرَاجٍ وَ لاَ حُجُبٌ ذَاتُ اُرْتَاجٍ وَ لاَ لَيْلٌ دَاجٍ وَ لاَ بَحْرٌ سَاجٍ وَ لاَ جَبَلٌ ذُو فِجَاجٍ وَ لاَ فَجُّ ذُو اعْوِجَاجٍ وَ لاَ اءَرْضٌ ذَاتُ مِهَادٍ وَ لاَ خَلْقٌ ذُو اعْتِمَادٍ.
پذَلِكَ مُبْتَدِعُ الْخَلْقِ وَ وَارِثُهُ وَ إِلَهُ الْخَلْقِ وَ رَازِقُهُ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ دَائِبَانِ فِي مَرْضَاتِهِ يُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ وَ يُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيدٍ قَسَمَ اءَرْزاقَهُمْ وَ اءَحْصَى آثارَهُمْ وَ اءَعْمَالَهُمْ وَ عَدَدَ اءَنْفُسِهِمْ وَ خَائِنَةَ اءَعْيُنِهِمْ وَ مَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ مِنَ الضَّمِيرِ وَ مُسْتَقَرَّهُمْ وَ مُسْتَوْدَعَهُمْ مِنَ الْاءَرْحَامِ وَ الظُّهُورِ إ لَى اءَنْ تَتَنَاهَى بِهِمُ الْغَايَاتُ.
هُوَ الَّذِي اشْتَدَّتْ نِقْمَتُهُ عَلَى اءَعْدَائِهِ فِي سَعَةِ رَحْمَتِهِ وَ اتَّسَعَتْ رَحْمَتُهُ لِاءَوْلِيَائِهِ فِي شِدَّةِ نِقْمَتِهِ قَاهِرُ مَنْ عَازَّهُ وَ مُدَمِّرُ مَنْ شَاقَّهُ وَ مُذِلُّ مَنْ نَاوَاهُ وَ غَالِبُ مَنْ عَادَاهُ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ وَ مَنْ سَاءَلَهُ اءَعْطَاهُ وَ مَنْ اءَقْرَضَهُ قَضَاهُ وَ مَنْ شَكَرَهُ جَزَاهُ.
عِبَادَ اللّهِ زِنُوا اءَنْفُسَكُمْ مِنْ قَبْلِ اءَنْ تُوزَنُوا وَ حَاسِبُوهَا مِنْ قَبْلِ اءَنْ تُحَاسَبُوا وَ تَنَفَّسُوا قَبْلَ ضِيقِ الْخِنَاقِ وَ انْقَادُوا قَبْلَ عُنْفِ السِّيَاقِ وَ اعْلَمُوا اءَنَّهُ مَنْ لَمْ يُعَنْ عَلَى نَفْسِهِ حَتَّى يَكُونَ لَهُ مِنْها وَاعِظٌ وَ زاجِرٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ غَيْرِهَا لاَ زَاجِرٌ وَ لاَ وَاعِظٌ.