كيف يمكن معرفة إمام العصر و الزمان (أرواحنا له الفداء)؟
لدينا معرفة تاريخية و لدينا معرفة واقعية هي أهم من الأولى. المهم هو أن نعرف الإمام حقيقة، و أن يرانا لا أن نراه . فی
زمن النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) (الذي كان مقامه أسمى من الأئمة) كان هناك الكثير ممن يرى وجوده المبارك، إلا أن الله سبحانه و تعالى قال عنهم في القرآن: «و تراهم ينظرون إليك و هم لا يبصرون»(1)، فكانوا أهل نظر و لم يكونوا أهل بصيرة. فمن المهارة أن نسعی في أن ينظر إلينا الوجود المبارك لإمام العصر و الزمان (عليه السلام). فقد ورد في القرآن الكريم بأن الله الذي هو بكل شيء بصير لا ينظر إلى طائفة من الناس يوم القيامة، حيث يقول: «و لا يكلّمهم الله و لا ينظر إليهم يوم القيامة و لا يزكّيهم»(2)، أي لا ينظر إليهم تلك النظرة التشريفية. فلو سرنا حقيقة في المسير الصحيح سينظر إلينا الإمام، و إن نظره التشريفي هذا شرف لنا، و إلا فإن النظر الفيزيائي لا يترك ذلك الأثر البالغ. كما أن الكثير قد رأى النبي الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) و أمير المؤمنين (عليه السلام) و السيدة الزهراء (عليها السلام)، و لكن لم تكن لديهم بصيرة. فالمهم هو النظر التشريفي لا الرؤية الصورية، نعم قد تتسنى تلك المشاهدة الصورية و يرى الإنسان الإمام عن قريب و يستفيض منه و تنحلّ مشكلته ببركة الإمام من قبل الله تقدست أسماؤه. إلا أن المهم هو الرؤية النابعة من البصيرة
.
1-
سورة الأعراف، الآية 198
.
2-
سورة آل عمران، الآية 77
.
سماحة العلامة شیخ عبدالله جوادی آملی