و من خطبة له ع
فَمِنَ الْإِيمَانِ مَا يَكُونُ ثَابِتا مُسْتَقِرّا فِي الْقُلُوبِ، وَ مِنْهُ مَا يَكُونُ عَوَارِيَّ بَيْنَ الْقُلُوبِ وَالصُّدُورِ إِلَى اءَجَلٍ مَعْلُومٍ، فَإِذَا كَانَتْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ مِنْ اءَحَدٍ فَقِفُوهُ حَتَّى يَحْضُرَهُ الْمَوْتُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقَعُ حَدُّ الْبَرَاءَةِ.
وَالْهِجْرَةُ قَائِمَةٌ عَلَى حَدِّهَا الْاءَوَّلِ، مَا كَانَ لِلَّهِ تَعالى فِي اءَهْلِ الْاءَرْضِ حَاجَةٌ مِنْ مُسْتَسِرِّ الْإِمَّةِ وَ مُعْلِنِهَا، لاَ يَقَعُ اسْمُ الْهِجْرَةِ عَلَى اءَحَدٍ إِلا بِمَعْرِفَةِ الْحُجَّةِ فِي الْاءَرْضِ، فَمَنْ عَرَفَهَا وَ اءَقَرَّ بِهَا فَهُوَ مُهَاجِرٌ، وَ لاَ يَقَعُ اسْمُ الاِسْتِضْعَافِ عَلَى مَنْ بَلَغَتْهُ الْحُجَّةُ فَسَمِعَتْهَا اءُذُنُهُ وَ وَعَاهَا قَلْبُهُ.
إِنَّ اءَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ، لاَ يَحْمِلُهُ إِلا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ، وَ لاَ يَعِي حَدِيثَنَا إِلا صُدُورٌ اءَمِينَةٌ وَ اءَحْلاَمٌ رَزِينَةٌ.
اءَيُّهَا النَّاسُ سَلُونِي قَبْلَ اءَنْ تَفْقِدُونِي فَلَاءَنَا بِطُرُقِ السَّمَاءِ اءَعْلَمُ مِنِّي بِطُرُقِ الْاءَرْضِ قَبْلَ اءَنْ تَشْغَرَ بِرِجْلِهَا فِتْنَةٌ تَطَأُ فِي خِطَامِهَا، وَ تَذْهَبُ بِاءَحْلاَمِ قَوْمِهَا.