بسم الله الرحمن الرحيم كلام :200
و من كلام له ع بِالبَصْرَةِ وَ قَدْ دَخَلَ عَلَى الْعَلاءِ بنِ زِيادٍالْحارِثِي وَ هُوَ مِن اءَصْحابِهِ يَعُودُهُ،فَلَما رَاءى سَعَةَ دارِهِ قالَ:
ما كُنْتَ تَصْنَعُ بِسِعَةِ هَذِهِ الدَّارِ فِي الدُّنْيا؟ وَ اءَنْتَ إِلَيْها فِي الْآخِرَةِ كُنْتَ اءَحْوَجَ، وَ بَلى إِنْ شِئْتَ بَلَغْتَ بِهَا الْآخِرَةَ تَقْرِي فِيهَا الضَّيْفَ، وَ تَصِلُ فِيهَا الرَّحِمَ، وَ تُطْلِعُ مِنْهَا الْحُقُوقَ مَطالِعَها، فَإِذا اءَنْتَ قَدْ بَلَغْتَ بِهَا الْآخِرَةَ.
فَقالَ لَهُ الْعَلاءُ :
يا اءَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اءَشْكُو إِلَيْكَ اءَخِي عاصِمَ بْنَ زِيادٍ.
قالَ :
وَ ما لَهُ؟
قَالَ :
لَبِسَ الْعَباءَةَ وَ تَخَلَّى عَنِ الدُّنْيا، قالَ: عَلَيَّ بِهِ، فَلَمّا جاءَ
قالَ :
يا عُدَيَّ نَفْسِهِ، لَقَدِ اسْتَهامَ بِكَ الْخَبِيثُ، اءَما رَحِمْتَ اءَهْلَكَ وَ وَلَدَكَ؟ اءَتَرَى اللَّهَ اءَحَلَّ لَكَ الطَّيِّباتِ وَ هُوَ يَكْرَهُ اءَنْ تَاءْخُذَها؟ اءَنْتَ اءَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذلِكَ؟
قالَ :
يا اءَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هذا اءَنْتَ فِي خُشُونَةِمَلْبَسِكَ وَ جُشُوبَةِ مَاءْكَلِكَ!
قَالَ :
وَيْحَكَ إِنِّي لَسْتُ كَاءَنْتَ، إِنَّ اللَّهَ تَعالَى فَرَضَ عَلَى اءَئِمَّةِ الْحَقّ اءَنْ يُقَدِّرُوا اءَنْفُسَهُمْ بِضَعَفَةِ النَّاسِ كَيْلا يَتَبَيَّغَ بِالْفَقِيرِ فَقْرُهُ.