بسم الله الرحمن الرحيم كلام :186
و من خطبة له ع
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اءَظْهَرَ مِنْ آثارِ سُلْطانِهِ، وَ جَلالِ كِبْرِيائِهِ، مَا حَيَّرَ مُقَلَ الْعُيُونِ مِنْ عَجائِبِ قُدْرَتِهِ، وَ رَدَعَ خَطَراتِ هَماهِمِ النُّفُوسِ عَنْ عِرْفانِ كُنْهِ صِفَتِهِ، وَ اءَشْهَدُ اءَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ شَهادَةَ إِيمانٍ وَإِيقانٍ وَ إِخْلاصٍ وَ إِذْعانٍ.
وَ اءَشْهَدُ اءَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، اءَرْسَلَهُ وَ اءَعْلامُ الْهُدَى دارِسَةٌ، وَ مَناهِجُ الدِّينِ طامِسَةٌ، فَصَدَعَ بِالْحَقِّ، وَ نَصَحَ لِلْخَلْقِ، وَ هَدَى إِلَى الرُّشْدِ، وَ اءَمَرَ بِالْقَصْدِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.
وَاعْلَمُوا عِبادَ اللَّهِ، اءَنَّهُ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثا، وَ لَمْ يُرْسِلْكُمْ هَمَلاً، عَلِمَ مَبْلَغَ نِعَمِهِ عَلَيْكُمْ، وَ اءَحْصَى إِحْسانَهُ إِلَيْكُمْ، فاسْتَفْتِحُوهُ وَاسْتَنْجِحُوهُ، وَاطْلُبُوا إِلَيْهِ، وَاسْتَمْنِحُوهُ، فَما قَطَعَكُمْ عَنْهُ حِجابٌ، وَ لا اءُغْلِقَ عَنْكُمْ دُونَهُ بابٌ، وَ إِنْهُ لَبِكُلِّ مَكانٍ، وَ فِي كُلِّ حِينٍ وَ اءَوانٍ، وَ مَعَ كُلِّ إِنْسٍ وَ جانِّ.
لا يَثْلِمُهُ الْعَطاءُ، وَ لا يَنْقُصُهُ الْحِباءُ، وَ لا يَسْتَنْفِدُهُ سائِلٌ، وَ لا يَسْتَقْصِيهِ نائِلٌ، وَ لا يَلْوِيهِ شَخْصٌ عَنْ شَخْصٍ وَيُلْهِيهِ صَوتٌ عَنْ صَوتٍ، وَ لا تَحْجُزُهُ هِبَةٌ عَنْ سَلْبٍ، وَ لا يَشْغَلُهُ غَضَبٌ عَنْ رَحْمَةٍ، وَ لا تُولِهُهُ رَحْمَةٌ عَنْ عِقابٍ، وَ لا يُجِنُّهُ الْبُطُونُ عَنِ الظُّهُورِ، وَ لا يَقْطَعُهُ الظُّهُورُ عَنِ الْبُطُونِ.
قَرُبَ فَنَاءَى ، وَ عَلا فَدَنا، وَ ظَهَرَ فَبَطَنَ، وَ بَطَنَ فَعَلَنَ، وَ دانَ وَ لَمْ يُدَنْ، لَمْ يَذْرَاء الْخَلْقَ بِاحْتِيالٍ، وَ لا اسْتَعانَ بِهِمْ لِكَلالٍ.
اءُوصِيكُمْ عِبادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ، فِإِنَّهَا الزِّمامُ وَالْقِوَامُ، فَتَمَسَّكُوا بِوَثائِقِها، وَاعْتَصِمُوا بِحَقائِقِها، تَؤُلْ بِكُمْ إِلَى اءَكْنانِ الدَّعَةِ، وَ اءَوْطانِ السَّعَةِ، وَ مَعاقِلِ الْحِرْزِ، وَ مَنازِلِ الْعِزِّ فِي يَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْاءَبْصارُ، وَ تُظْلِمُ لَهُ الْاءَقْطارُ، وَ تُعَطَّلُ فِيهِ صُرُومُ الْعِشارِ، وَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَتَزْهَقُ كُلُّ مُهْجَةٍ، وَ تَبْكَمُ كُلُّ لَهْجَةٍ، وَ تَذِلُّ الشُّمُّ الشَّوامِخُ، وَ الصُّمُّ الرَّواسِخُ، فَيَصِيرُ صَلْدُها سَرابا رَقْرَقا، وَ مَعْهَدُها قَاعا سَمْلَقا، فَلا شَفِيعٌ يَشْفَعُ، وَ لا حَمِيمٌ يَنْفَعُ، وَ لا مَعْذِرَةٌ تَنْفَعُ.