پاسخ به:۩۞۩..... نهج البلاغه.....۞ ....خطبه ها...۩۞۩
دوشنبه 9 آذر 1394 11:05 AM
بسم الله الرحمن الرحیم خطبه 184
خطبة له ع رُوِيَ اءَنَّ صَاحِبا لِاءَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع يُقالُ لَهُ:هَمَّامٌ كانَ رَجُلاً عابِدا،فَقالَ لَهُ: يا اءَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ صِفْلِيَالْمُتَّقِينَ حَتَّى كَاءَنِّي اءَنْظُرُ إِلَيْهِمْ،فَتَثَاقَلَ ع عَنْ جَوَابِهِ،ثُمَّ قَالَ:
يا هَمَّامُ اتَّقِ اللَّهَ وَ اءَحْسِنْ (فَإِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).
فَلَمْ يَقْنَعْ هَمَّامٌ بِذِلِكَ الْقَوْلِ حَتَّى عَزَمَ عَلَيْهِ،
فَحَمِدَ اللَّهَ وَ اءَثْنَى ، عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ ص
ثُمَّقَالَ:
اءَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحانَهُ وَ تَعالَى خَلَقَ الْخَلْقَ حِينَ خَلَقَهُمْ غَنِيّا عَنْ طاعَتِهِمْ، آمِنا مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ، لِاءَنَّهُ لا تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصاهُ، وَ لا تَنْفَعُهُ طاعَةُ مَنْ اءَطاعَهُ، فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ مَعايِشَهُمْ، وَ وَضَعَهُمْ مِنَ الدُّنْيا مَواضِعَهُمْ، فَالْمُتَّقُونَ فِيها هُمْ اءَهْلُ الْفَضائِلِ، مَنْطِقُهُمُ الصَّوابُ، وَ مَلْبَسُهُمُ الاِقْتِصادُ، وَ مَشْيُهُمُ التَّواضُعُ، غَضُّوا اءَبْصارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَ وَقَفُوا اءَسْماعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ لَهُمْ، نُزِّلَتْ اءَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي الْبَلاءِ كَالَّتِي نُزِّلَتْ فِي الرَّخاءِ، وَ لَوْ لا الْاءَجَلُ الَّذِي كَتَبَ اللَّهُ لَهُمْ لَمْ تَسْتَقِرَّ اءَرْواحُهُمْ فِي اءَجْسادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ شَوْقا إِلَى الثَّوابِ، وَ خَوْفا مِنَ الْعِقابِ، عَظُمَ الْخالِقُ فِي اءَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ ما دُونَهُ فِي اءَعْيُنِهِمْ، فَهُمْ وَ الْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآها فَهُمْ فِيها مُنَعَّمُونَ، وَ هُمْ وَ النَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآها فَهُمْ فِيها مُعَذَّبُونَ، قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ، وَ شُرُورُهُمْ مَاءْمُونَةٌ، وَ اءَجْسادُهُمْ نَحِيفَةٌ، وَ حاجاتُهُمْ خَفِيفَةٌ، وَ اءَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ، صَبَرُوا اءَيَّاما قَصِيرَةً اءَعْقَبَتْهُمْ راحَةً طَوِيلَةً، تِجارَةٌ مُرْبِحَةٌ يَسَّرَها لَهُمْ رَبُّهُمْ، اءَرادَتْهُمُ الدُّنْيا فَلَمْ يُرِيدُوها، وَ اءَسَرَتْهُمْ فَفَدَوْا اءَنْفُسَهُمْ مِنْهَا.
اءَمَّا اللَّيْلَ فَصافُّونَ اءَقْدامَهُمْ تالِينَ لِاءَجْزاءِ الْقُرْآنِ، يُرَتِّلُونَها تَرْتِيلاً، يُحَزِّنُونَ بِهِ اءَنْفُسَهُمْ، وَ يَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَواءَ دائِهِمْ، فَإِذا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيها تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْها طَمَعا، وَ تَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْها شَوْقا، وَ ظَنُّوا اءَنَّها نُصْبَ اءَعْيُنِهِمْ، وَ إِذا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيها تَخْوِيفٌ اءَصْغَوْا إِلَيْها مَسامِعَ قُلُوبِهِمْ، وَ ظَنُّوا اءَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَ شَهِيقَها فِي اءُصُولِ آذانِهِمْ، فَهُمْ حانُونَ عَلَى اءَوْساطِهِمْ، مُفْتَرِشُونَ لِجَباهِهِمْ وَ اءَكُفِّهِمْ وَ رُكَبِهِمْ وَ اءَطْرافِ اءَقْدَامِهِمْ، يَطْلُبُونَ إِلَى اللَّهِ تَعالى فِي فَكاكِ رِقابِهِمْ.
وَ اءَمَّا النَّهارَ فَحُلَماءُ عُلَماءُ اءَبْرارٌ اءَتْقِيَاءُ، قَدْ بَراهُمُ الْخَوْفُ بَرْيَ الْقِداحِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ النَّاظِرُ فَيَحْسَبُهُمْ مَرْضَى وَ ما بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضٍ، وَ يَقُولُ لَقَدْ خُولِطُوا وَ لَقَدْ خالَطَهُمْ اءَمْرٌ عَظِيمٌ، لا يَرْضَوْنَ مِنْ اءَعْمالِهِمُ الْقَلِيلَ، وَ لا يَسْتَكْثِرُونَ الْكَثِيرَ، فَهُمْ لِاءَنْفُسِهِمْ مُتَّهِمُونَ، وَ مِنْ اءَعْمالِهِمْ مُشْفِقُونَ، إِذا زُكِّيَ اءَحَدٌ مِنْهُمْ خافَ مِمَّا يُقالُ لَهُ، فَيَقُولُ: اءَنَا اءَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْ غَيْرِي ، وَ رَبِّي اءَعْلَمُ بِي مِنِّي بِنَفْسِي ؛ اللَّهُمَّ لا تُؤَاخِذْنِي بِما يَقُولُونَ، وَ اجْعَلْنِي اءَفْضَلَ مِمَّا يَظُنُّونَ، وَ اغْفِرْ لِي ما لا يَعْلَمُونَ.
فَمِنْ عَلامَةِ اءَحَدِهِمْ: اءَنَّكَ تَرَى لَهُ قُوَّةً فِي دِينٍ، وَ حَزْما فِي لِينٍ وَ إِيمَانا فِي يَقِينٍ، وَ حِرْصا فِي عِلْمٍ، وَ عِلْما فِي حِلْمٍ، وَ قَصْدا فِي غِنًى ، وَ خُشُوعا فِي عِبادَةٍ، وَ تَجَمُّلاً فِي فاقَةٍ، وَ صَبْرا فِي شِدَّةٍ، وَ طَلَبا فِي حَلالٍ، وَ نَشاطا فِي هُدىً، وَ تَحَرُّجا عَنْ طَمَعٍ، يَعْمَلُ الْاءَعْمالَ الصَّالِحَةَ وَ هُوَ عَلَى وَجَلٍ، يُمْسِي وَ هَمُّهُ الشُّكْرُ، وَ يُصْبِحُ وَ هَمُّهُ الذِّكْرُ، يَبِيتُ حَذِرا، وَ يُصْبِحُ فَرِحا: حَذِرا لَمَّا حُذِّرَ مِنَ الْغَفْلَةِ، وَ فَرِحا بِما اءَصابَ مِنَ الْفَضْلِ وَ الرَّحْمَةِ، إِن اسْتَصْعَبَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِيما تَكْرَهُ لَمْ يُعْطِها سُؤْلَها فِيما تُحِبُّ، قُرَّةُ عَيْنِهِ فِيما لا يَزُولُ، وَ زَهادَتُهُ فِيما لا يَبْقَى ، يَمْزُجُ الْحِلْمَ بِالْعِلْمِ، وَ الْقَوْلَ بِالْعَمَلِ.
تَراهُ قَرِيبا اءَمَلُهُ، قَلِيلاً زَلَلُهُ، خاشِعا قَلْبُهُ، قانِعَةً نَفْسُهُ، مَنْزُورا اءَكْلُهُ، سَهْلاً اءَمْرُهُ، حَرِيزا دِينُهُ، مَيِّتَةً شَهْوَتُهُ، مَكْظُوما غَيْظُهُ، الْخَيْرُ مِنْهُ مَاءْمُولٌ، وَ الشَّرُّ مِنْهُ مَاءْمُونٌ، إِنْ كانَ فِي الْغافِلِينَ كُتِبَ فِي الذَّاكِرِينَ، وَ إِنْ كانَ فِي الذَّاكِرِينَ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغافِلِينَ، يَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَهُ، وَ يُعْطِي مَنْ حَرَمَهُ، وَ يَصِلُ مَنْ قَطَعَهُ، بَعِيدا فُحْشُهُ، لَيِّنا قَوْلُهُ، غَائِبا مُنْكَرُهُ، حاضِرا مَعْرُوفُهُ، مُقْبِلاً خَيْرُهُ، مُدْبِرا شَرُّهُ، فِي الزَّلازِلِ وَقُورٌ، وَ فِي الْمَكارِهِ صَبُورٌ، وَ فِي الرَّخاءِ شَكُورٌ، لا يَحِيفُ عَلَى مَنْ يُبْغِضُ، وَ لا يَاءْثَمُ فِيمَنْ يُحِبُّ، يَعْتَرِفُ بِالْحَقِّ قَبْلَ اءَنْ يُشْهَدَ عَلَيْهِ، لا يُضِيعُ مَا اسْتُحْفِظَ، وَ لا يَنْسَى ما ذُكِّرَ، وَ لا يُنابِزُ بِالْاءَلْقابِ، وَ لا يُضارُّ بِالْجارِ، وَ لا يَشْمَتُ بِالْمَصائِبِ، وَ لا يَدْخُلُ فِي الْباطِلِ وَ لا يَخْرُجُ مِنَ الْحَقِّ.
إِنْ صَمَتَ لَمْ يَغُمَّهُ صَمْتُهُ، وَ إِنْ ضَحِكَ لَمْ يَعْلُ صَوْتُهُ، وَ إِنْ بُغِيَ عَلَيْهِ صَبَرَ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يَنْتَقِمُ لَهُ، نَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَناءٍ، وَ النَّاسُ مِنْهُ فِي راحَةٍ، اءَتْعَبَ نَفْسَهُ لِآخِرَتِهِ، وَ اءَراحَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ، بُعْدُهُ عَمَّنْ تَباعَدَ عَنْهُ زُهْدٌ وَ نَزاهَةٌ، وَ دُنُوُّهُ مِمَّنْ دَنا مِنْهُ لِينٌ وَ رَحْمَةٌ، لَيْسَ تَباعُدُهُ بِكِبْرٍ وَ عَظَمَةٍ، وَ لا دُنُوُّهُ بِمَكْرٍ وَ خَدِيعَةٍ.
قالَ :
فَصَعِقَ هَمَّامٌ صَعْقَةً كانَتْ نَفْسُهُ فِيها،
فَقالَ اءَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع :
اءَما وَ اللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ اءَخافُها عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: هَكذا تَصْنَعُ الْمَواعِظُ الْبالِغَةُ بِاءَهْلِها.
فَقالَ لَهُ قَائِلٌ :
فَما بالُكَ يا اءَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟
فَقالَ ع :
وَيْحَكَ! إِنَّ لِكُلِّ اءَجَلٍ وَقْتا لا يَعْدُوهُ، وَ سَبَبا لا يَتَجاوَزُهُ، فَمَهْلاً لا تَعُدْ لِمِثْلِها، فَإِنَّما نَفَثَ الشَّيْطانُ عَلَى لِسانِكَ.
ترکی زبان قربون صدقه رفتنه داریم که: گوزلرین گیلهسین قاداسین آلیم که یعنی درد و بلای مردمک چشات به جونم …!.