بسم الله الرحمن الرحيم كلام :165
و من خطبة له ع
لِيَتَاءَسَّ صَغِيرُكُمْ بِكَبِيرِكُمْ، وَ لْيَرْاءَفْ كَبِيرُكُمْ بِصَغِيرِكُمْ، وَ لا تَكُونُوا كَجُفَاةِ الْجَاهِلِيَّةِ: لا فِي الدِّينِ يَتَفَقَّهُونَ، وَ لا عَنِ اللَّهِ يَعْقِلُونَ، كَقَيْضِ بَيْضٍ فِي اءَدَاحٍ، يَكُونُ كَسْرُها وِزْرا، وَ يُخْرِجُ حِضانُها شَرّا.
مِنْهَا:
افْتَرَقُوا بَعْدَ اءُلْفَتِهِمْ، وَ تَشَتَّتُوا عَنْ اءَصْلِهِمْ، فَمِنْهُمْ آخِذٌ بِغُصْنٍ، اءَيْنَما مَالَ مَالَ مَعَهُ، عَلَى اءَنَّ اللَّهَ تَعالَى سَيَجْمَعُهُمْ لِشَرِّ يَوْمٍ لِبَنِي اءُمَيَّةَ كَما يَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ، يُؤَلِّفُ اللَّهُ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَجْمَعُهُمْ رُكَاما كَرُكامِ السَّحَابِ، ثُمَّ يَفْتَحُ لَهُمْ اءَبْوابا يَسِيلُونَ مِنْ مُسْتَثارِهِمْ كَسَيْلِ الْجَنَّتَيْنِ، حَيْثُ لَمْ تَسْلَمْ عَلَيْهِ قارَةٌ وَ لَمْ تَثْبُتْ عَلَيْهِ اءَكَمَةٌ، وَ لَمْ يَرُدَّ سُنَنَهُ رَصُّ طَوْدٍ وَ لا حِدابُ اءَرْضٍ.
يُذَعْذِعُهُمُ اللَّهُ فِي بُطُونِ اءَوْدِيَتِهِ، ثُمَّ يَسْلُكُهُمْ يَنابِيعَ فِي الْاءَرْضِ، يَاءْخُذُ بِهِمْ مِنْ قَوْمٍ حُقُوقَ قَوْمٍ، وَ يُمَكِّنُ لِقَوْمٍ فِي دِيارِ قَوْمٍ، وَ ايْمُ اللَّهِ لَيَذُوبَنَّ مَا فِي اءَيْدِيهِمْ بَعْدَ الْعُلُوِّ وَ التَّمْكِينِ كَما تَذُوبُ الْاءَلْيَةُ عَلَى النَّارِ.
اءَيُّهَا النَّاسُ، لَوْ لَمْ تَتَخاذَلُوا عَنْ نَصْرِ الْحَقِّ، وَ لَمْ تَهِنُوا عَنْ تَوْهِينِ الْباطِلِ، لَمْ يَطْمَعْ فِيكُمْ مَنْ لَيْسَ مِثْلَكُمْ، وَ لَمْ يَقْوَ مَنْ قَوِيَ عَلَيْكُمْ، لَكِنَّكُمْ تِهْتُمْ مَتاهَ بَنِي إِسْرائِيلَ، وَ لَعَمْرِي لَيُضَعَّفَنَّ لَكُمُ التِّيهُ مِنْ بَعْدِي اءَضْعَافا بِما خَلَّفْتُمُ الْحَقَّ وَراءَ ظُهُورِكُمْ، وَ قَطَعْتُمُ الْاءَدْنَى ، وَ وَصَلْتُمُ الْاءَبْعَدَ، وَ اعْلَمُوا اءَنَّكُمْ إِنِ اتَّبَعْتُمُ الدَّاعِيَ لَكُمْ سَلَكَ بِكُمْ مِنْهاجَ الرَّسُولِ، وَ كُفِيتُمْ مَؤ ونَةَ الاِعْتِسَافِ، وَ نَبَذْتُمُ الثِّقْلَ الْفادِحَ عَنِ الْاءَعْناقِ.