پاسخ به:بهترین مقالات به زبان عربی
یک شنبه 10 خرداد 1388 2:54 PM
کلنا یعرف ما للریاضه من فوائد صحیه واجتماعیه جمه ، والکثیر منا یحبها ویهوى ممارستها لیلا و نهارا ؛ فهی تنشط الدم فی العروق ، و تخلص الجسم من الفضلات التی تتراکم بالجلوس لساعات طویله ،
و تبعث على صفاء النفس ، و تشعر مزاولها بالحیویه والقوه .
و قد تطورت الریاضه کثیرا عبر قرون عدیده من الالعاب التقلیدیه : کالرکض ، والمصارعه ، و غیرها ... الى العاب منظمه ، تحکمها قوانین صارمه ، یترتب جزاء ما على مخالفتها مثل : کره القدم ، و کره السله ،
و کره الطاوله ... الخ .
و نظرا لما للریاضه من فوائد و مزایا حسنه ، تنعکس على مزاولها ... لذا فان الاسلام لم یغفل عن استعمالها ، و تسخیرها لنشر دین الله تعالى ... فلم یحرم الریاضه ، و انما حرم الاسلام السلبیات الموجوده فیها ،
و اول تلک السلبیات هی : قضاء اوقات طویله فی مزاوله الریاضه ، بما یوثر على فعالیات الفرد الاخرى اثناء النهار .
اذ ان الاسلام یقسم وقت المومن الى ساعات متعدده : بعضها للنوم ، و بعضها للعباده ، و بعضها للعمل المنتج المثمر ، و بعضها لطلب العلم والثقافه ... و ما فضل عن هذه الساعات یکرس للریاضه و یعد کتسلیه
استنادا للاحادیث الآتیه :
قال الرسول (صلى الله علیه و آله) :(لکل عامل شرّه ، و لکل شرّه فتره ... فمن کانت فترته الى سنتی فقد اهتدى) .
والشرّه : ساعه الجد والعمل ... اما الفتره : فهی الوقوف للاستراحه .
و قال الامام امیر المومنین (علیه السلام) :(روحوا القلوب ، فانها اذا اکرهت عمیت) .
و قال ایضا (علیه السلام) :(اجتهدوا فی ان یکون زمانکم اربع ساعات : ساعه لمناجاه الله ، و ساعه لامر المعاش ، و ساعه لمعاشره الاخوان والثقاه الذین یعرفون عیوبکم و یخلصون لکم فی الباطن ، و ساعه تخلون فیها للذاتکم فی غیر محرم ...
و بهذه الساعه تقدرون على الثلاث الساعات) .
ای ان یمارس المرء هوایته بعد ان یکون قد اوفى بالتزاماته الاخرى تجاه الخالق اولا ، ثم المخلوقین ثانیا ... و فی حال الریاضه ان یکون بعض الوقت للریاضه ، لا کل الوقت لها ... و اذا کان اغلب الوقت یصرف للریاضه ،
عدت فی هذه الحاله من اصناف اللهو ... واللهو محرم فی الشریعه الاسلامیه ؛ استنادا الى الاحادیث الآتیه :
قال الامام امیر المومنین (علیه السلام) : (شر ما ضیع فیه العمر ؛ اللعب) .
و قال ایضا (علیه السلام) : (ابعد الناس عن الصلاح ؛ المستهتر باللهو) .
و قال ایضا : (اللهو یسخط الرحمن ، و یرضی الشیطان ، و ینسی القران) .
والسلبیه الثانیه فی الریاضه : هی الاستغراق فی بعض الالعاب الریاضیه ، التی لا تضیف جدیدا للانسان .
ان الرسول عندما شجع على ما نسمیه الیوم بالریاضه ، فقد شجع على ممارسات تضیف للانسان مهارات مطلوبه فی ذلک العصر ، و مفیده للجسد ، فقد قال (صلى الله علیه و آله) :(خیر لهو المومن السباحه ، و خیر لهو المراه المغزل) .
و قال ایضا (صلى الله علیه و آله) :(کل لهو المومن باطل الا فی ثلاث : فی تادیبه الفرس ، و رمیه عن قوسه ، و ملاعبته امراته ؛ فانهن حق) .
و قال ایضا (صلى الله علیه و آله) : (علموا اولادکم الرمایه والسباحه) .
والملاحظ لهذه الاحادیث ، ان الرسول یحث على اکتساب مهارات ، کانت مهمه فی ذلک العصر ؛ ای ان الریاضه یجب ان تنتخب على اساس عقلائی ، و بمقدار ما تقدمه للبشریه من مهارات مفیده ، لا لمجرد مضیعه الوقت والطاقه ... اما الریاضات العنیفه ... فالمفروض ان یبتعد عنها المومن ؛ لانها تغرس روح العداء والغضب فی نفس المتفرج واللاعب ، و الا فاین التسلیه عندما یکسر اللاعب فک لاعب آخر ، او ظهره ؟ ... واین القیمه المکتسبه ، عندما یغرس المصارع الرماح فی جسد الثور المسکین ، و یقوم بتعذیبه ؟
والسلبیه الثالثه فی الریاضه : هی المشاحنات والخلافات بین الجمهور الریاضی ، اذ ان الهدف من الریاضه هی التسلیه ، و ازاله الکدور عن النفس ... و لکننا نلاحظ ان الجمهور الریاضی یبدا بمتابعه المباراه ، هادئا متعقلا ...
و مع مرور الوقت تبدا المشاحنات ، والبذاءآت ، و لغه المهاتره ... و قد لا تکون نتیجه المباراه مرضیه عند الجمهور ، فتبدا الحماقات واللکمات ، و تکسیر الایدی والارجل ، و ربما النزول الى ارض الملعب ، والاصطدام برجال الشرطه .
اننا فی الوقت الذی نعیش فیه اسوا ایام الدهر ، اذ نکتوی بنارین و نحارب فی جبهتین : حرب مع الاستکبار العالمی ، و حرب مع اعداء الدین فی الداخل ؛ فیکون القابض منا على دینه کالقابض على جمره ، و نبذل اقصى طاقه لاجل توحید الصفوف فی حربنا العادله ، لمن السخف والحماقه ان تودی مزاوله الریاضه الى المشاحنه والبغضاء والعصبیه ، و شد الاعصاب والحماسه لفوز احد الفریقین ، اکثر من الحماسه لانتصار الاسلام فی هذه الحرب غیر المتکافئه فی العدد والعده ... و اذا دل هذا الامر لدى الجمهور على شیء ، فهو یدل على مدى المستوى الایمانی الذی وصل الیه ، و مقدار استعداده للذود عن حیاض الاسلام ، و نصره الامام المهدی (عجل الله فرجه) ... فی حین یمکن تخلیص الریاضه من کل هذه السلبیات ، لو طبق الریاضی فقه الریاضه ، واهتم بالسلبیات الموجوده ، و طریقه علاجها کما یهتم بتطویر مستوى ادائه .
واسوا شیء فی الریاضه : انها غالبا ما تمارس لصرف الوقت کیفما اتفق ، فی حین ان الاسلام یطمح الى توظیف الریاضه فی العدید من الجوانب المهمه فی نصره الاسلام ، و منها :
1 ـ بناء جیل شبابی قوی ، فتی ، معافى و سلیم ، قادر على اداء مسوولیاته ، التی تتطلب جهدا و موهلا للعمل والعطاء والبذل .
2 ـ اعداد شریحه شجاعه ، جریئه و صابره ، ولدیها القدره على تحمل المشاق والصعوبات ، و مواجهه التحدیات ... وبالطبع فان اللیاقه البدنیه شرط واحد من عده شروط مطلوبه .
3 ـ تحقیق العداله الاجتماعیه ، من خلال رجال اشداء و نساء ، ینعمن بالصحه البدنیه والعقلیه والروحیه والثقافیه .
4 ـ محاربه و مکافحه المنکرات والموبقات ، والدفاع عن النفس ، و ضد الاعداء فی ساحات الجهاد والمقاومه ، و نصره الدین .
5 ـ حفظ الحدود الشرعیه ، والقوانین الالهیه من خلال ما یتطلبه ذلک من قوى بشریه قویه فی لسانها و یدها و قلبها .
6 ـ الاعتماد على السواعد المفتوله ، فی استخراج کنوز الارض و ذهبها الابیض (القطن) والاسود (النفط) والاخضر (الزراعه) والاصفر(الذهب).
و على هذا ، فالاسلام ینظر الى الریاضه نظره بعیده المدى ، و متى ما حاول الریاضیون تحقیق اهداف الاسلام کامله من وراء الریاضه ، فضلا عن ضبطها وفق قواعد و قوانین الاسلام ؛ حینها فقط لیطمعوا بتایید الاسلام ...
و لکن قبل ذلک ینتظرهم الکثیر من العمل ، لتغییر واقع الریاضه من اسفین یدق لتجزئه و اماته روحه الى مطرقه قویه من مطارقه ، تهوی على رووس الباطل والضلاله .