سم الله الرحمن الرحيم كلام :201
و من كلام له ع وَ قَدْ سَاءَلَهُ سائِلُ عن اءَحادِيثِ الْبِدَعِ وَ عَمَا فِي اءَيْدِي النَاسِ مِنِ اخْتِلافِ الْخَبَرِ،فَقالَ ع :
إِنَّ فِي اءَيْدِي النَّاسِ حَقّا وَ باطِلاً، وَ صِدْقا وَ كَذِبا، وَ ناسِخا وَ مَنْسُوخا، وَ عامّا وَ خاصّا، وَ مُحْكَما وَ مُتَشابِها، وَ حِفْظا وَ وَهْما، وَ لَقَدْ كُذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص عَلَى عَهْدِهِ حَتَّى قامَ خَطِيبا فَقالَ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدا فَلْيَتَبَوَّاءْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
وَ إِنَّما اءَتاكَ بِالْحَدِيثِ اءَرْبَعَةُ رِجالٍ لَيْسَ لَهُمْ خامِسٌ:
رَجُلٌ مُنافِقٌ مُظْهِرٌ لِلْإِيمانِ، مُتَصَنِّعٌ بِالْإِسْلامِ، لا يَتَاءَثَّمُ وَ لا يَتَحَرَّجُ، يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص مُتَعَمِّدا، فَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ اءَنَّهُ مُنافِقٌ كاذِبٌ لَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ، وَ لَمْ يُصَدِّقُوا قَوْلَهُ، وَ لَكِنَّهُمْ قالُوا: صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ ص رَآهُ، وَ سَمِعَ مِنْهُ، وَ لَقِفَ عَنْهُ، فَيَاءْخُذُونَ بِقَوْلِهِ، وَ قَدْ اءَخْبَرَكَ اللَّهُ عَنِ الْمُنافِقِينَ بِما اءَخْبَرَكَ، وَ وَصَفَهُمْ بِما وَصَفَهُمْ بِهِ لَكَ، ثُمَّ بَقُوا بَعْدَهُ، فَتَقَرَّبُوا إ لى اءَئِمَّةِ الضَّلالَةِ وَ الدُّعاةِ إ لَى النَّارِ بِالزُّورِ وَ الْبُهْتانِ، فَوَلَّوْهُمُ الْاءَعْمالَ، وَ جَعَلُوهُمْ حُكَّاما عَلَى رِقابِ النَّاسِ، فَاءَكَلُوا بِهِمُ الدُّنْيا، وَ إِنَّمَا النَّاسُ مَعَ الْمُلُوكِ وَ الدُّنْيا إِلا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ؛ فَهَذا اءَحَدُ الْاءَرْبَعَةِ.
وَ رَجُلٌ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ شَيْئا لَمْ يَحْفَظْهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَوَهِمَ فِيهِ وَ لَمْ يَتَعَمَّدْ كَذِبا، فَهُوَ فِي يَدَيْهِ وَ يَرْوِيهِ وَ يَعْمَلُ بِهِ، وَ يَقُولُ: اءَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَلَوْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ اءَنَّهُ وَهِمَ فِيهِ لَمْ يَقْبَلُوهُ مِنْهُ، وَ لَوْ عَلِمَ هُوَ اءَنَّهُ كَذَلِكَ لَرَفَضَهُ.
وَ رَجُلٌ ثالِثٌ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص شَيْئا يَاءْمُرُ بِهِ ثُمَّ إِنَّهُ نَهَى عَنْهُ وَ هُوَ لا يَعْلَمُ، اءَوْ سَمِعَهُ يَنْهَى عَنْ شَيْءٍ ثُمَّ اءَمَرَ بِهِ وَ هُوَ لا يَعْلَمُ، فَحَفِظَ الْمَنْسُوخَ وَ لَمْ يَحْفَظِ النَّاسِخَ، فَلَوْ يَعْلِمَ اءَنَّهُ مَنْسُوخٌ لَرَفَضَهُ، وَ لَوْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ إِذْ سَمِعُوهُ مِنْهُ اءَنَّهُ مَنْسُوخٌ لَرَفَضُوهُ.
وَ آخَرُ رابِعٌ لَمْ يَكْذِبْ عَلَى اللَّهِ وَ لا عَلَى رَسُولِهِ، مُبْغِضٌ لِلْكَذِبِ خَوْفا مِنَ اللَّهِ، وَ تَعْظِيما لِرَسُولِ اللَّهِ ص وَ لَمْ يَهِمْ، بَلْ حَفِظَ ما سَمِعَ عَلَى وَجْهِهِ، فَجاءَ بِهِ عَلَى ما سَمِعَهُ: لَمْ يَزِدْ فِيهِ وَ لَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ، فَهُوَحَفِظَ النَّاسِخَ فَعَمِلَ بِهِ، وَ حَفِظَ الْمَنْسُوخَ فَجَنَّبَ عَنْهُ، وَ عَرَفَ الْخاصَّ وَ الْعامَّ، وَ الْمُحْكَمَ وَ الْمُتَشَابِهَ فَوَضَعَ كُلَّ شَيْءٍ مَوْضِعَهُ وَ عَرَفَ المُتَشابِهَ وَ مُحْكَمَهُ.
وَ قَدْ كانَ يَكُونُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص الْكَلامُ لَهُ وَجْهانِ: فَكَلامٌ خَاصُّ، وَ كَلامٌ عَامُّ، فَيَسْمَعُهُ مَنْ لا يَعْرِفُ ما عَنَى اللَّهُ سُبْحانَهُ، بِهِ وَ لا ما عَنَى رَسُولُ اللَّهِ ص فَيَحْمِلُهُ السَّامِعُ، وَ يُوَجِّهُهُ عَلى غَيْرِ مَعْرِفَةٍ بِمَعْناهُ، وَ ما قُصِدَ بِهِ، وَ ما خَرَجَ مِنْ اءَجْلِهِ وَ لَيْسَ كُلُّ اءَصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ ص مَنْ كانَ يَسْاءَلُهُ وَ يَسْتَفْهِمُهُ حَتَّى إِنْ كانُوا لَيُحِبُّونَ اءَنْ يَجِي ءَ الْاءَعْرابِيُّ اءَوَ الطَّارِئُ فَيَسْاءَلَهُ ع حَتَّى يَسْمَعُوا، وَ كانَ لا يَمُرُّ بِي مِنْ ذلِكَ شَيْءٌ إِلا سَاءلْتُهُ عَنْهُ وَ حَفِظْتُهُ، فَهذِهِ وُجُوهُ ما عَلَيْهِ النَّاسُ فِي اخْتِلافِهِمْ، وَ عِلَلِهِمْ فِي رِواياتِهِمْ.